في اواخر القرن 19 كان الاب "نوفير راهبا في دير البراموس وكان مسئولا عن طاحونة لطحن مادة يستخدمونها في المحارة
وكان الشيطان بحاربه بالملل حتي تمكن منه وأوحي إليه أن يقوم بإحراق الطاحونة ليتفرغ للصلاة وبالفعل قام بذلك واستيقظ الرهبان ليلا علي
ألسنة النيران وهي مشتعلة بالطاحونة وحاولوا إطفاء النيران ونجحوا ولكن بعد أن أتت علي كل شئ بالطاحونة.أما الراهب نوفير فقد ندم ندما شديدا وذهب الي أب إعترافه القمص "يعقوب صليب المسعودي"(1859-1936) وهو كان في ذلك الوقت أب إعتراف ومرشد كثير من الرهبان في الدير ...وحكي له كل ماحدث وهو يبكي فطمأنه أبونا يعقوب وطلب منه ان يذهب الي قلايته ولايحكي لأحد عن أي شئ وهو سيتصرف ونظر ابونا يعقوب نظرة لها معني إلي صورة الرب يسوع علي الصليب.
في ذلك الوقت كان رئيس الدير والآباء الرهبان يتشاورون فيما حدث واتفقوا علي أن يذهبوا إلي القمص يعقوب ليأخذوا رأيه لحكمته العالية وحدث مالم يتوقعه أحد...
فقد فوجئ الجميع بالقمص يعقوب المسعودي وهو يرتدي ملابس مضحكة ويضحك بطريقة جنونية واخذ يصيح: "ما جئنا لنطحن وننسي هدفنا،الفضيلة والتوبة. سأطهر الدير. سارغمكم علي الإمتثال للحق الرهباني".
وهنا تاكد الجميع أن القمص يعقوب هو الذي قام بإحراق الطاحونة.أما الراهب نوفير فقد جلس يبكي في قلايته ولم يغادرها حزنا علي التضحية الكببرة التي قام بها أب إعترافه.أما رئيس الدير والرهبان والذين كانوا يحبون الأب يعقوب جدا لحكمته ووقاره فقد أصيبوا بالذهول وبعد مشاورات قرروا أن يذهب القمص يعقوب لمستشفي الأمراض العقلية للعلاج من نوبة الجنون التي اصيب بها(حسب تفكيرهم)علي ان يعود بعد العلاج.وبالفعل اصطحبه مجموعة من الاباء الي السراي الصفراء حيث تم إدخاله وتشخيص حالته علي أنها لوثة عقلية مفاجئة ولكن الغريب ان مدير المستشفي والأطباء لاحظوا أنه بعد دخول أبونا يعقوب المستشفي ساد الهدوء المرضي وأصبح الأب يعقوب مرشدا وأبا للمرضي وزادت نسبة الشفاء بين المرضي بطريقة غريبة.وكان المرضي يتجمعون حوله ويقضون معه معظم أوقات النهار حتي قال عنه مدير المستشفي:
"جاء كمريض وإذا به طبيب".
وجاء أمين الدير ومعه 4 رهبان بعد فترة ليأخذه معه للدير فقال لهم الاب يعقوب : "هنا زي هناك ويمكن هنا احسن".
فأخبرهم مدير المستشفي أن القمص يعقوب يتصف بالرزانه والعقل والهدوء ويتمتع بالحكمة وأنه غالبا اصطنع الجنون لسبب ما هو لايعرفه ولكنه لايمكن أن يكون مجنونا وبالفعل توجه الرهبان ومعهم ابونا يعقوب الي الدير وكان مدير المستشفي يحضر إلي الدير خصيصا ليجلس مع القمص يعقوب المسعودي وكلما يسأله لماذا فعلت هكذا يا أبانا ؟ كان يبتسم في وقار وهدوء ولا يرد.