• 01-1.jpg
  • 01-2.jpg
  • 01-3.jpg
  • 01-4.jpg
  • 01-5.jpg
  • 01-6.jpg
  • 01-7.jpg
  • 01-8.jpg
  • 01-9.jpg
  • 01-10.jpg
  • 01-11.jpg
  • 01-12.jpg
  • 01-13.jpg
  • 01-14.jpg
  • 01-15.jpg
  • 01-16.jpg
  • 01-17.jpg
  • 01-18.jpg
  • 01-19.jpg
  • 01-20.jpg

صفحة المتحدث الرسمي بإسم الكنيسة القبطية الارثوذكسية


يُحدثنا بولس الرسول عن قضية هامة جداً وهي " التغيير " .. وهو يشتاق جداً أن نقتنيها فيقول ” نتغير إلى تلك الصورة عينها “ ( 2كو 3 : 18) .. أي صورة المسيح .

أولاً : ضرورة التغيير :

هو أمر ضروري جداً في الحياة مع الله .. طالما أن الإنسان يعيش فعليه أن يتغير .. يتغير الإنسان عندما يكبر .. في جسده .. وملابسه .. ملامحه .. إهتماماته .. ويظل الإنسان هكذا حتى النهاية .

وبما أن على مستوى الجسد هناك تغيير كذلك أيضاً على مستوى الروح يجب أن يكون هناك تغيير حتى نصل إلى تلك الصورة عينها ( صورة المسيح ) .

جميل أن نرجع إلى الصورة الإلهية الأصلية .. أي صورتنا قبل السقوط .. ولذلك نجد أحد القديسين يقول للرب يسوع ” جدد فيَّ صورة ملامحك “ .

كل نمو قائم على التغيير .. فلابد أن يشعر الإنسان بنعمة التغيير .. التغيير والنمو في الحياة الروحية .. لم يصل الإنسان إلى الكبر في الحياة الروحية إلا عن طريق التغيير للأفضل وعدم النظر إلى الخلف .. ” إن كان إنساننا الخارج يفنى فالداخل يتجدد يوماً فيوماً “ ( 2كو 4 : 16) .. جميل جداً أن تقدم نفسك لربنا كما يقول معلمنا بولس الرسول ” لا تقدموا أعضاءكم آلات إثمٍ للخطية بل قدموا ذواتكم لله كأحياء من الأموات وأعضاءكم آلات برٍ لله “ ( رو 6 : 13) .. جميل أيضاً أن ترفض الماضي بكل سلبياته .. والتخلص من أمراضي الروحية .. فمن يعرف مرضه ويتغاضى عنه فمصيره للموت .


ثانياً : كيف نتغير ؟

(1) إكتشاف السلبيات :

هناك خطايا لا يعرفها الإنسان عن نفسه ولا يأخذ موقف منها .. صعب جداً أن يعيش الإنسان وهو لا يعرف مرضه لأنه لا يشعر بالألم .. الخطية خبيثة لأنها موجودة وتأخذ منا الميراث الأبدي وتأخذ أغلى ما عندنا أي الحياة ونحن لا نشعر .

إعرف ضعفاتك وتواجه مع نفسك .. واعرف إنك تعيش في حالة من الجهل والنسيان والظلمة .. الآباء القديسين يقولون ” أُدخل للإنسان الذي تجهله “ .. من يعرف ضعفه يعرف كيف يقف أمام الله .. ولماذا يطلب .. ويقول له أن يُغيِّره .. والقديس مارإسحق يقول ” من يُبصر خطاياه أعظم من الذي يُبصر ملائكة “ .. من يرى خطاياه يتوب عنها .

(2) طَرْح الخطية أمام الله :

أذهب إلى طبيب النفوس والأرواح وأقول له إني مُصاب بمرض وأحتاج العلاج .. إن كلمة منه تشفي .. إن أردت فكلمة منه تقدر أن تُطهرني .. جميل أن تُحوِّل ضعفاتك إلى صلاة .. فأجمل صلاة هي صلاة التوبة ويرغب الله جداً أن يسمعها مني .. جميل أن تطرح ضعفاتك أمام الله وتطلب التوبة وتعترف له بكل ما فعلت وتطلب المساعدة .

(3) مراقبة النفس :

هل تأتي الأعراض مرة أخرى .. فلماذا .. وكيف ؟ كل هذا لاستكمال العلاج ومعرفة أسباب الخطية والضعفات .. تابع ولا تُهمل ولا تتراجع عن معرفة الخطية التي تحتاج متابعة .

(4) لا تيأس :

لا تيأس من ضعف أو نقص أو تكرار للخطية .. مهما كانت الضعفات ثق أن الله قادر على مساعدتك .. فإن الله صالح وصلاحه لا يتوقف على بر الإنسان .. فأرميا النبي يقول ” إن تكن آثامنا تشهد علينا يارب فاعمل لأجل اسمك “ ( أر 14 : 7 ) .. إستمر على المحاولة واثبت عليها لأن المحاولة كفيلة أن تُثبِّتك أمام الله حتى لو لم تُشفى .. المحاولة لها كرامة وشفاعة أمام الله .. ويقول القديسين أن من يشتاق إلى فضيلة تُحسب له فضيلة .

جميل أن الإرادة تعمل وتتحرك لفعل التغيير .. جميل أن تقاوم وترفض الخطية .. لذلك يقول بولس الرسول ” تغيروا عن شكلكم بتجديد أذهانكم “ ( رو 12 : 2 ) .. ولكي يتم التغيير الخارجي علينا أن نتغير من الداخل عن طريق تجديد الأذهان لأن الذهن يقنع الإرادة والإرادة تقنع السلوك .


ثالثاً : نماذج للتغيُّر :

نعمة الله غيَّرت كثيرين من أقصى درجات الفجور إلى أقصى درجات القداسة .. مثل القديس موسى الأسود .. سارق .. قاتل .. زاني .. قاطع طريق .. متجبر .. تتفاضل نعمة الله وتعلن عن نفسها بقوة في ناس ملكت الخطية عليهم للنهاية حتى نحصل نحن على رجاء ونعمة عن طريق سيرتهم .

القديس أُغسطينوس بكل ما وصل إليه من زيغان وقساوة وشهوات وسرقة .. إفتخار وغرور .. كبرياء .. غطرسة .. ولكن الله عرف كيف يغيَّره وأصبحت لا تُفارقه لأنه تقابل مع الله تغيَّر في ملامحه وشكله وفكره .

لا تستثقل خطاياك على مراحم الله .. القديس أُغسطينوس كان يعرف إمرأة شريرة كان له علاقة بها قبل أن يتوب .. كلما جاءت إليه بعد توبته كان لا يضعُف ولكنه يزداد صُراخ أمام الله من كثرة اتضاعه ومعرفة خطيته .

نرى في الكتاب المقدس أشخاص مملوءين ضعف تعامل الله معهم وحوِّلهم لأشخاص مملوءين قوة وحكمة .. إلى متى نتغير ؟ حتى نصل إلى تلك الصورة عينها .. حتى ما لا نهاية .. معلمنا بولس الرسول يقول ” أسعى لعلي أُدرِك الذي لأجلهِ أدركني أيضاً المسيح يسوع “ ( في 3 : 12) .. تغيير بلا نهاية .

آباءنا القديسين عاشوا في وحدة مع ربنا 40 أو 50 أو 90 سنة بنعمة مُتجددة .. من يذوق حلاوة الله يشعر بتغيير في حياته .

يعطينا الله نعمة أن نتغير إلى تلك الصورة عينها

ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته
 

له المجد دائماً أبدياً آمين