القناعة فضيلة وهى ضد الطمع. والإنسان الفاضل يحب أن يكون راضيًا ومكتفيًا بما هو فيه. فهل فضيلة القناعة بهذا المعنى تتعارض مع الطموح الذي يريد باستمرار أن يكون حاله أفضل مما هو فيه؟ أم يستطيعالإنسان المتدين أن يجمع في حياته بين القناعة والطموح دون أن يخطئ؟
والجواب هو أنه ليس كل طموح خطيئة, بل قد يكون فضيلة. والحكم في ذلك يرجع إلى نوع الطموح, وإلى وسيلته... فهناك طموح روحي, وهو في نفس الوقت يتفق مع طبيعة الإنسان. فالاشتياق إلى الكمال هو فضيلة. ونقصد به الكمال النسبي, نسبة ً إلى ما يستطيعهالإنسان وما وُهبت له من نعمة ومن عون إلهي. أما الكمال المطلق فهو لله وحده. وقد وضع الله في طبيعة الإنسان أن يشتاق إلى النمو وإلى الكمال, حتى بذلك يمكنه أن ينمو في الفضيلة وفي عمل الخير. وهذا بلا شك طموح روحي, يجب على الإنسان أن يسعى إليه...
قداسة البابا شنوده الثالث