• 01-1.jpg
  • 01-2.jpg
  • 01-3.jpg
  • 01-4.jpg
  • 01-5.jpg
  • 01-6.jpg
  • 01-7.jpg
  • 01-8.jpg
  • 01-9.jpg
  • 01-10.jpg
  • 01-11.jpg
  • 01-12.jpg
  • 01-13.jpg
  • 01-14.jpg
  • 01-15.jpg
  • 01-16.jpg
  • 01-17.jpg
  • 01-18.jpg
  • 01-19.jpg
  • 01-20.jpg

صفحة المتحدث الرسمي بإسم الكنيسة القبطية الارثوذكسية

القديس الشيخ دانيال الكاتوناكي

نقلته إلى العربية أسرة التراث الأرثوذكسي

الرسالة التالية هي رد على رسالتين كتبهما أخَوان إلى القديس الأثوسي يطلبان الإرشاد في حياتهما الروحية. الهدف الأولي للشيخ دانيال كان تشجيعهما على الابتعاد عن الرذيلة وعلى محبة

الفضيلة المرضِية لله.

إلى الأخوين المحبوبين قسطنطين ويوحنا

أصلي من أجلكما من كل نفسي

استلمت رسالتيكما مؤخراً، بفرح عظيم، وقد قرأتهما بحماس كبير وانتباه. من واجبي أن أجيب عليكما وأرشدكما كما يليق. لهذا، سوف أوجّه ردّي إليكما سوية بما أنكما أخوان محبان لله وتتقاسمان الحاجة الروحية نفسها إلى الاسترشاد والتربية. لهذا أنتما ملزمان لا بالسؤال وحسب بل أيضاً بالإصغاء لما قاله الآباء.

صحيح أنني حزنت عند قراءتي في الرسالتين أنكما كنتما مهمِلَين في التزامكما ووقعتما في الكثير من الحماقات الصبيانية. لكنني كنت فائق الفرح بأنكما عدتما إلى التوبة وطلبتما أن أوجّهكما إلى طريق تأخذانها للتوبة، لكي تحصلا على رحمة الله الفائق الصلاح، الذي أحزنتماه بسوء سلوككما الصبياني.

ليس من الغريب الإساءة إلى الله والابتعاد عن طريق وصاياه المستقيم؛ كل الطبيعة البشرية تنزلق بسهولة وغالباً ما تقع في الخطيئة. ومع ذلك، فإن البقاء في الشر هو خطأ فادح، ويجب علينا أن نكون منتبهين للغاية إذ الويل لنا إذا وُجِدنا بلا توبة عند مغادرتنا.

من بين الطرق المتعددة التي يستعملها الشيطان، عدو الإنسان ومُفسِد نفوسنا، لخداع الذين يطبّقون المسيحية الأرثوذكسية بشكل صحيح، وبخاصة الشباب، هي في تقديم فخ آخر استطاع من خلاله خداع الكثير من الشباب وأخذهم نحو الهلاك الكامل.

يعرض الشر أولاً هذا الفخ تحت غطاء ظاهرُه صالح وودّي ما يجعله يبدو مغريًا للشباب، حاثّاً إياهم على الحرية والضحك والمزاح والإيماءات والبزه في الكلام، وفي النهاية على تعاطي الكحول بشكل سيء. هذه جميعها لا تبدو كارثية للعالم، ولكنها تتميز كوسيلة “للحرية” تحت الرعاية السياسية والذكية. وهكذا إذ يتأقلمون مع العادات السيئة يصيرون ممتلئين بالأهواء ويسخر منهم الشياطين والناس معاً. إن ظلاً سميكاً يغطي الفخ وبتبريرات مجرّدة يبدو أن كل هذه هي خطايا صغيرة جداً وبعد مرور هذا الزمن سوف يتم تداركها كلها، ففي النهاية هذه الأمور وحدهم النساك والرهبان يستطيعون تلافيها.

لو أنهم يستطيعون سبر غور المنزلَق الذي تجلبه هذه الادعاءات، لأرادوا أن يبتعدوا عن هذه الادعاءات والذرائع التي ترافقها كما عن أفعى مميتة. إن غاية الشيطان المغوي هي أولاً في أن يزرع في الشاب كل هذه الخطايا الصغيرة، وهكذا بالتالي يشلّ حواسه محرضاً إياه على الهذر والصور القبيحة والمزاح والسكر التي جميعها تلِد الأهواء كافة.

أتوسل إليكم أن تسألوا بانتباه أحد الأصدقاء المتحمسين الخليعين غير التائبين لأن يخبر كم كيف اقتيد إلى هذه الأهواء الفاحشة. في جوابه سوف تتعلمان أن سبب الأهواء الرئيسي وبدايتها كانا نتيجة بدايته الأولى في عدم الاهتمام وإهمال الأسباب المذكورة أعلاه. كما أن الأهواء الجسدية تأتي من إهمال الأمور الصغيرة، كذلك ايضاً في المجال الروحي: من الحماقة الصبيانية يأتي المرء إلى مستوى عدم التوبة وفقدان الرجاء.

صحيح أن الرب يسوع المسيح، إذ يرى انحراف الطبيعة البشرية، يستقبل الخاطئ العائد بذراعين مفتوحين. في الوقت عينه يقول: “انتبهوا وصلوا إذ لا تعرفون اليوم ولا الساعة حين يأتي ابن الإنسان”. إنه يحثّنا على أن نكون دوماً مستعدين وأن يكون في مصباحنا زيت التوبة حتى لا نُترَك خارج الخدر كالعذارى الجاهلات. صحيح أن التوبة موجودة عندما يكون الشاب طاهراً يتحاشى الصحبة السيئة والسكر، فإذا انحرف قليلاً تأتي التوبة سريعاً لتمحو خطايا الشباب. بينما من خلال العادات السيئة يصير الجسد عبداً للخطيئة وتصير التوبة صعبة وقليلون جداً هم القادرون على التحرر من فخاخ العدو المعقدة.

إذ قد عرفتما هذه الأمور أيها الحبيبين قسطنطين ويوحنا، فمن هذه اللحظة وكرمى الله، اخضعا لما يهدئ حواسكما وليس للمزاح ولا النكات ولا السكر ولا الرفقة السيئة التي منها يضيع خوف الله وتقعان في أسر شيطان محبة الذات والتهتك. بل بالأحرى اختارا الحياة الفاضلة بحسب الله، متمثّلين بأبيكما الروحي في كل شيء. إنه الوحيد الذي سوف ينشئكما في حالة ترضي الله ويظهِركما مستقبلاً كمواطنَين سماويين.

لكي تقطعا طريق الرب بثبات عليكما أن:

تظهِرا طاعة عظيمة وثقة وقبولاً نحو أبيكما الروحي، كاشفَين له الحقيقة دائماً.

امتنعا كلياً عن الثرثرة والمزاح، لأنه كما ذكرنا، حيث الثرثرة يختفي خوف الله.

فليكن لكما وقت في كل مساء للصلاة التي يحددها أبوكما الروحي.

عندما تكونان في الكنيسة، ركزا كلياً على القداس الإلهي لكي تدخل نعمة الروح القدس إلى قلبكما.

احفظا من دون تقصير كل الأصوام التي حددتها الكنيسة ولا تتشبها بطرق جيل اليوم المفسدة

بقدر الإمكان، تلافيا الخمر وبخاصة المشروبات الكحولية التي تثير أهواء الجسد

عندما يتوفر وقت حر اقضياه في قراءة كتب الآباء.

انتبها من بعض الآباء الروحيين الذين يدّعون تعليمكما الفضائل والتوبة لكنهم يدخِلون الشهوانية باستبعادهم الأصوام وصرف الشباب عن النسك والاعتدال وقراءة النصوص اللآبائية، ويتكلمون ضد الحياة الرهبانية. لا فائدة من ذكر الأذى الذي يجلبه هذا للشبان، لأني رأيت كثيرين انخدعوا بهذه النصائح فصاروا فرائس للجهل.

فليكن فيكما توقير عظيم وخاصة لسيدتنا والدة الإله التي سوف تقودكما دوماً على طريق خلاصكما.

في الختام، أقبلّكما ببر

الراهب دانيال الكاتوناكي

القديس الشيخ دانيال الكاتوناكي

نقلته إلى العربية أسرة التراث الأرثوذكسي

الرسالة التالية هي رد على رسالتين كتبهما أخَوان إلى القديس الأثوسي يطلبان الإرشاد في حياتهما الروحية. الهدف الأولي للشيخ دانيال كان تشجيعهما على الابتعاد عن الرذيلة وعلى محبة الفضيلة المرضِية لله.

إلى الأخوين المحبوبين قسطنطين ويوحنا

أصلي من أجلكما من كل نفسي

استلمت رسالتيكما مؤخراً، بفرح عظيم، وقد قرأتهما بحماس كبير وانتباه. من واجبي أن أجيب عليكما وأرشدكما كما يليق. لهذا، سوف أوجّه ردّي إليكما سوية بما أنكما أخوان محبان لله وتتقاسمان الحاجة الروحية نفسها إلى الاسترشاد والتربية. لهذا أنتما ملزمان لا بالسؤال وحسب بل أيضاً بالإصغاء لما قاله الآباء.

صحيح أنني حزنت عند قراءتي في الرسالتين أنكما كنتما مهمِلَين في التزامكما ووقعتما في الكثير من الحماقات الصبيانية. لكنني كنت فائق الفرح بأنكما عدتما إلى التوبة وطلبتما أن أوجّهكما إلى طريق تأخذانها للتوبة، لكي تحصلا على رحمة الله الفائق الصلاح، الذي أحزنتماه بسوء سلوككما الصبياني.

ليس من الغريب الإساءة إلى الله والابتعاد عن طريق وصاياه المستقيم؛ كل الطبيعة البشرية تنزلق بسهولة وغالباً ما تقع في الخطيئة. ومع ذلك، فإن البقاء في الشر هو خطأ فادح، ويجب علينا أن نكون منتبهين للغاية إذ الويل لنا إذا وُجِدنا بلا توبة عند مغادرتنا.

من بين الطرق المتعددة التي يستعملها الشيطان، عدو الإنسان ومُفسِد نفوسنا، لخداع الذين يطبّقون المسيحية الأرثوذكسية بشكل صحيح، وبخاصة الشباب، هي في تقديم فخ آخر استطاع من خلاله خداع الكثير من الشباب وأخذهم نحو الهلاك الكامل.

يعرض الشر أولاً هذا الفخ تحت غطاء ظاهرُه صالح وودّي ما يجعله يبدو مغريًا للشباب، حاثّاً إياهم على الحرية والضحك والمزاح والإيماءات والبزه في الكلام، وفي النهاية على تعاطي الكحول بشكل سيء. هذه جميعها لا تبدو كارثية للعالم، ولكنها تتميز كوسيلة “للحرية” تحت الرعاية السياسية والذكية. وهكذا إذ يتأقلمون مع العادات السيئة يصيرون ممتلئين بالأهواء ويسخر منهم الشياطين والناس معاً. إن ظلاً سميكاً يغطي الفخ وبتبريرات مجرّدة يبدو أن كل هذه هي خطايا صغيرة جداً وبعد مرور هذا الزمن سوف يتم تداركها كلها، ففي النهاية هذه الأمور وحدهم النساك والرهبان يستطيعون تلافيها.

لو أنهم يستطيعون سبر غور المنزلَق الذي تجلبه هذه الادعاءات، لأرادوا أن يبتعدوا عن هذه الادعاءات والذرائع التي ترافقها كما عن أفعى مميتة. إن غاية الشيطان المغوي هي أولاً في أن يزرع في الشاب كل هذه الخطايا الصغيرة، وهكذا بالتالي يشلّ حواسه محرضاً إياه على الهذر والصور القبيحة والمزاح والسكر التي جميعها تلِد الأهواء كافة.

أتوسل إليكم أن تسألوا بانتباه أحد الأصدقاء المتحمسين الخليعين غير التائبين لأن يخبر كم كيف اقتيد إلى هذه الأهواء الفاحشة. في جوابه سوف تتعلمان أن سبب الأهواء الرئيسي وبدايتها كانا نتيجة بدايته الأولى في عدم الاهتمام وإهمال الأسباب المذكورة أعلاه. كما أن الأهواء الجسدية تأتي من إهمال الأمور الصغيرة، كذلك ايضاً في المجال الروحي: من الحماقة الصبيانية يأتي المرء إلى مستوى عدم التوبة وفقدان الرجاء.

صحيح أن الرب يسوع المسيح، إذ يرى انحراف الطبيعة البشرية، يستقبل الخاطئ العائد بذراعين مفتوحين. في الوقت عينه يقول: “انتبهوا وصلوا إذ لا تعرفون اليوم ولا الساعة حين يأتي ابن الإنسان”. إنه يحثّنا على أن نكون دوماً مستعدين وأن يكون في مصباحنا زيت التوبة حتى لا نُترَك خارج الخدر كالعذارى الجاهلات. صحيح أن التوبة موجودة عندما يكون الشاب طاهراً يتحاشى الصحبة السيئة والسكر، فإذا انحرف قليلاً تأتي التوبة سريعاً لتمحو خطايا الشباب. بينما من خلال العادات السيئة يصير الجسد عبداً للخطيئة وتصير التوبة صعبة وقليلون جداً هم القادرون على التحرر من فخاخ العدو المعقدة.

إذ قد عرفتما هذه الأمور أيها الحبيبين قسطنطين ويوحنا، فمن هذه اللحظة وكرمى الله، اخضعا لما يهدئ حواسكما وليس للمزاح ولا النكات ولا السكر ولا الرفقة السيئة التي منها يضيع خوف الله وتقعان في أسر شيطان محبة الذات والتهتك. بل بالأحرى اختارا الحياة الفاضلة بحسب الله، متمثّلين بأبيكما الروحي في كل شيء. إنه الوحيد الذي سوف ينشئكما في حالة ترضي الله ويظهِركما مستقبلاً كمواطنَين سماويين.

لكي تقطعا طريق الرب بثبات عليكما أن:

تظهِرا طاعة عظيمة وثقة وقبولاً نحو أبيكما الروحي، كاشفَين له الحقيقة دائماً.

امتنعا كلياً عن الثرثرة والمزاح، لأنه كما ذكرنا، حيث الثرثرة يختفي خوف الله.

فليكن لكما وقت في كل مساء للصلاة التي يحددها أبوكما الروحي.

عندما تكونان في الكنيسة، ركزا كلياً على القداس الإلهي لكي تدخل نعمة الروح القدس إلى قلبكما.

احفظا من دون تقصير كل الأصوام التي حددتها الكنيسة ولا تتشبها بطرق جيل اليوم المفسدة

بقدر الإمكان، تلافيا الخمر وبخاصة المشروبات الكحولية التي تثير أهواء الجسد

عندما يتوفر وقت حر اقضياه في قراءة كتب الآباء.

انتبها من بعض الآباء الروحيين الذين يدّعون تعليمكما الفضائل والتوبة لكنهم يدخِلون الشهوانية باستبعادهم الأصوام وصرف الشباب عن النسك والاعتدال وقراءة النصوص اللآبائية، ويتكلمون ضد الحياة الرهبانية. لا فائدة من ذكر الأذى الذي يجلبه هذا للشبان، لأني رأيت كثيرين انخدعوا بهذه النصائح فصاروا فرائس للجهل.

فليكن فيكما توقير عظيم وخاصة لسيدتنا والدة الإله التي سوف تقودكما دوماً على طريق خلاصكما.

في الختام، أقبلّكما ببر

الراهب دانيال الكاتوناكي

القديس الشيخ دانيال الكاتوناكي

نقلته إلى العربية أسرة التراث الأرثوذكسي

الرسالة التالية هي رد على رسالتين كتبهما أخَوان إلى القديس الأثوسي يطلبان الإرشاد في حياتهما الروحية. الهدف الأولي للشيخ دانيال كان تشجيعهما على الابتعاد عن الرذيلة وعلى محبة الفضيلة المرضِية لله.

إلى الأخوين المحبوبين قسطنطين ويوحنا

أصلي من أجلكما من كل نفسي

استلمت رسالتيكما مؤخراً، بفرح عظيم، وقد قرأتهما بحماس كبير وانتباه. من واجبي أن أجيب عليكما وأرشدكما كما يليق. لهذا، سوف أوجّه ردّي إليكما سوية بما أنكما أخوان محبان لله وتتقاسمان الحاجة الروحية نفسها إلى الاسترشاد والتربية. لهذا أنتما ملزمان لا بالسؤال وحسب بل أيضاً بالإصغاء لما قاله الآباء.

صحيح أنني حزنت عند قراءتي في الرسالتين أنكما كنتما مهمِلَين في التزامكما ووقعتما في الكثير من الحماقات الصبيانية. لكنني كنت فائق الفرح بأنكما عدتما إلى التوبة وطلبتما أن أوجّهكما إلى طريق تأخذانها للتوبة، لكي تحصلا على رحمة الله الفائق الصلاح، الذي أحزنتماه بسوء سلوككما الصبياني.

ليس من الغريب الإساءة إلى الله والابتعاد عن طريق وصاياه المستقيم؛ كل الطبيعة البشرية تنزلق بسهولة وغالباً ما تقع في الخطيئة. ومع ذلك، فإن البقاء في الشر هو خطأ فادح، ويجب علينا أن نكون منتبهين للغاية إذ الويل لنا إذا وُجِدنا بلا توبة عند مغادرتنا.

من بين الطرق المتعددة التي يستعملها الشيطان، عدو الإنسان ومُفسِد نفوسنا، لخداع الذين يطبّقون المسيحية الأرثوذكسية بشكل صحيح، وبخاصة الشباب، هي في تقديم فخ آخر استطاع من خلاله خداع الكثير من الشباب وأخذهم نحو الهلاك الكامل.

يعرض الشر أولاً هذا الفخ تحت غطاء ظاهرُه صالح وودّي ما يجعله يبدو مغريًا للشباب، حاثّاً إياهم على الحرية والضحك والمزاح والإيماءات والبزه في الكلام، وفي النهاية على تعاطي الكحول بشكل سيء. هذه جميعها لا تبدو كارثية للعالم، ولكنها تتميز كوسيلة “للحرية” تحت الرعاية السياسية والذكية. وهكذا إذ يتأقلمون مع العادات السيئة يصيرون ممتلئين بالأهواء ويسخر منهم الشياطين والناس معاً. إن ظلاً سميكاً يغطي الفخ وبتبريرات مجرّدة يبدو أن كل هذه هي خطايا صغيرة جداً وبعد مرور هذا الزمن سوف يتم تداركها كلها، ففي النهاية هذه الأمور وحدهم النساك والرهبان يستطيعون تلافيها.

لو أنهم يستطيعون سبر غور المنزلَق الذي تجلبه هذه الادعاءات، لأرادوا أن يبتعدوا عن هذه الادعاءات والذرائع التي ترافقها كما عن أفعى مميتة. إن غاية الشيطان المغوي هي أولاً في أن يزرع في الشاب كل هذه الخطايا الصغيرة، وهكذا بالتالي يشلّ حواسه محرضاً إياه على الهذر والصور القبيحة والمزاح والسكر التي جميعها تلِد الأهواء كافة.

أتوسل إليكم أن تسألوا بانتباه أحد الأصدقاء المتحمسين الخليعين غير التائبين لأن يخبر كم كيف اقتيد إلى هذه الأهواء الفاحشة. في جوابه سوف تتعلمان أن سبب الأهواء الرئيسي وبدايتها كانا نتيجة بدايته الأولى في عدم الاهتمام وإهمال الأسباب المذكورة أعلاه. كما أن الأهواء الجسدية تأتي من إهمال الأمور الصغيرة، كذلك ايضاً في المجال الروحي: من الحماقة الصبيانية يأتي المرء إلى مستوى عدم التوبة وفقدان الرجاء.

صحيح أن الرب يسوع المسيح، إذ يرى انحراف الطبيعة البشرية، يستقبل الخاطئ العائد بذراعين مفتوحين. في الوقت عينه يقول: “انتبهوا وصلوا إذ لا تعرفون اليوم ولا الساعة حين يأتي ابن الإنسان”. إنه يحثّنا على أن نكون دوماً مستعدين وأن يكون في مصباحنا زيت التوبة حتى لا نُترَك خارج الخدر كالعذارى الجاهلات. صحيح أن التوبة موجودة عندما يكون الشاب طاهراً يتحاشى الصحبة السيئة والسكر، فإذا انحرف قليلاً تأتي التوبة سريعاً لتمحو خطايا الشباب. بينما من خلال العادات السيئة يصير الجسد عبداً للخطيئة وتصير التوبة صعبة وقليلون جداً هم القادرون على التحرر من فخاخ العدو المعقدة.

إذ قد عرفتما هذه الأمور أيها الحبيبين قسطنطين ويوحنا، فمن هذه اللحظة وكرمى الله، اخضعا لما يهدئ حواسكما وليس للمزاح ولا النكات ولا السكر ولا الرفقة السيئة التي منها يضيع خوف الله وتقعان في أسر شيطان محبة الذات والتهتك. بل بالأحرى اختارا الحياة الفاضلة بحسب الله، متمثّلين بأبيكما الروحي في كل شيء. إنه الوحيد الذي سوف ينشئكما في حالة ترضي الله ويظهِركما مستقبلاً كمواطنَين سماويين.

لكي تقطعا طريق الرب بثبات عليكما أن:

تظهِرا طاعة عظيمة وثقة وقبولاً نحو أبيكما الروحي، كاشفَين له الحقيقة دائماً.

امتنعا كلياً عن الثرثرة والمزاح، لأنه كما ذكرنا، حيث الثرثرة يختفي خوف الله.

فليكن لكما وقت في كل مساء للصلاة التي يحددها أبوكما الروحي.

عندما تكونان في الكنيسة، ركزا كلياً على القداس الإلهي لكي تدخل نعمة الروح القدس إلى قلبكما.

احفظا من دون تقصير كل الأصوام التي حددتها الكنيسة ولا تتشبها بطرق جيل اليوم المفسدة

بقدر الإمكان، تلافيا الخمر وبخاصة المشروبات الكحولية التي تثير أهواء الجسد

عندما يتوفر وقت حر اقضياه في قراءة كتب الآباء.

انتبها من بعض الآباء الروحيين الذين يدّعون تعليمكما الفضائل والتوبة لكنهم يدخِلون الشهوانية باستبعادهم الأصوام وصرف الشباب عن النسك والاعتدال وقراءة النصوص اللآبائية، ويتكلمون ضد الحياة الرهبانية. لا فائدة من ذكر الأذى الذي يجلبه هذا للشبان، لأني رأيت كثيرين انخدعوا بهذه النصائح فصاروا فرائس للجهل.

فليكن فيكما توقير عظيم وخاصة لسيدتنا والدة الإله التي سوف تقودكما دوماً على طريق خلاصكما.

في الختام، أقبلّكما ببر

الراهب دانيال الكاتوناكي