• 01-1.jpg
  • 01-2.jpg
  • 01-3.jpg
  • 01-4.jpg
  • 01-5.jpg
  • 01-6.jpg
  • 01-7.jpg
  • 01-8.jpg
  • 01-9.jpg
  • 01-10.jpg
  • 01-11.jpg
  • 01-12.jpg
  • 01-13.jpg
  • 01-14.jpg
  • 01-15.jpg
  • 01-16.jpg
  • 01-17.jpg
  • 01-18.jpg
  • 01-19.jpg
  • 01-20.jpg

صفحة المتحدث الرسمي بإسم الكنيسة القبطية الارثوذكسية

كونوا، دائماً، فرحين جذلين. أقصوا الغمّ، ولا تستقبلوه في داخلكم مهما تراكمت شدائدكم، لأنّ الكآبة تسيئ إلى النفس والجسد معاً. تجري الحياة على منوال واحد: آلام تعقبها أفراح، وأفراح تليها أحزان، فالحياة محفوفة بالمخاطر، ومزروعة بالأشواك، لأنّ "أيّام هذا الدهر قليلة ورديئة" (تك 47: 9)، فحاولوا أن تترفّعوا عن الهوى. كونوا أحراراً، ولا تدعوا شيئاً يستعبدكم. تقبّلوا الحزن والفرح، دوماً باعتدال، فلا تفرطوا في الحزن، ولا تغالوا في الفرح. واحذروا الكدر الشديد على أيّ ضيق يكتنفكم. وأمّا اليأس، فاطرحوه عنكم بعيداً، فالله لا يريدكم أن تقعوا في الكآبة، لذا، أغلقوا أبوابكم دونها، وضعوا محنتكم جانباً، ولا تأبهوا لها البتّة. أن يتكدّر المرء شيء، وأن ييأس شيء آخر، فالغمّ والقنوط كلاهما يأتيان من الأبالسة، والمسيحيّ الحقيقيّ لا يعرف الجبن ولا اليأس.
لا تدعوا أثقال الشجن تجتاحكم، لأنّ الله يبادر سريعاً إلى معونتكم فينتشلكم منها، وتذكّروا كم من أشخاص مشلولي الأعضاء، وآخرين يلازمون الفراش يعانون من أمراض مزمنة لا شفاء منها. عندما يحدق بكم الحزن أو القلق أو الغمّ، الجأوا إلى الدرس والصلاة، أو إلى أيّ شيء يساعدكم على طردها وإقصائها عن نفوسكم. لا تتأثّروا بسهولة من أيّ كلام يوجّه إليكم، فكلّ واحد إنّما يكلّمكم بحسب مزاجه ونمط حياته. غضّوا الطرْف عمّا ينزله بكم أعداؤكم، ولا تدعوهم يكونون سبباً لأحزانكم، وإن ترككم الجميع، فلا تغتمّوا، لأنّ مسيحنا لا يتخلّى عنكم. صلّوا ليكون موضوع حزنكم الوحيد هو عندما تخطئون إلى سيّدنا يسوع المسيح، فالألم الوحيد الذي لا أتحمّله هو عندما أُحزنُ المسيحَ كبطرس الرسول الذي ظلّ يبكي جحوده لمعلّمه الإلهي بمرارة. كان حزنه من صميم القلب، ورغم أنّ الربّ غفر له، للحال، ودعاه ثانية إليه إلاّ أنّ بطرس لم يكن يستطع التوقّف عن البكاء، لهذا أكرّر لا تحزنوا إلاّ على خطاياكم لأنّها تُحزن الله. لا تكتئبوا خوفاً من القصاص الأبديّ، بل محبّة بالله، لأنّ الخطيئة موجّهة، دائماً، ضدّ الله كما يقول المزمور: "إليك وحدك أخطأت والشرّ قدامك صنعت"، وإن أسأنا إلى قريبنا أو سبّبنا له الحزن نكون بهذا قد أخطأنا إلى الله نفسه وأحزنّاه.
ثابروا على الصلاة، واستعدّوا لكي تتألّموا من أجل مجد اسمه. فالصلاة تساعد على احتمال العذابات. وليكن اهتمام واحد يشغلكم ألا وهو أن يلتصق عقلكم، دائماً، بالصلاة، مقتدين بقول الشيخ يوسف الهدوئيّ الآثوسيّ: "لا تتنفّس إلاّ الصلاة" هي العاضدة القويّة في المحن والمصاعب، والدرع الذي يصدّ ضربات الشياطين..!!
 
احد الاباء