تطلع الآب من السماء فوجد أن الإنسان قد أفسد عملا من أهم أعماله وهو الزواج فبعد ما كان هدفه التعاون (ليس جيدا أن يكون أدموحده فاصنع له معينا نظيره (تك 2: 18
صار الكثيرين يكرهون زوجاتهم أو أزواجهن بل وأسقط الكثيرون الطرف الثاني في الخطية بدلًا من التعاون معهم في صنع الخير
وبعدما كان هدفه إنجاب النسل (أثمروا وأكثروا واملأوا الأرض وأخضعوها) (تك 1: 28) صار البعض يقدم أبناءه كذبائح وتقدمات للشياطين وأهمل الكثيرين تربية أولادهم وإرشادهم نحو طريق الحق والفضيله-- مهتمين باحتياجاتهم المادية والاجتماعية دون الروحية
وبعدما كان الزواج لقاء بين حبيبيين يوجد الحب بينهما من خلال المسيح فيصير لهما الفكر الواحد والرأي الواحد
فقد توجه الحب نحو الشهوة والمادة
والعجيب في تدبير الله أنه أصلح الأمر بطريقة عملية وليس بالكلام فإذ أراد أن يعيد للزواج قدسيته جعله سرًا ودبر منذ الأزل عرسا مثاليا بين ابنه الوحيد والكنيسة العروس.. (يشبه ملكوت الله إنسانا ملكا صنع عرسا لابنه (مت 22: 2) وقد شاهد يوحنا الرائي بنفسه في رؤياه حفل الإكليل في اليوم الأخير (فإنه قد ملك الرب الإله القادر على كل شيء لنفرح ونتهلل ونعطيه المجد لأن عرس الخروف قد جاء وامرأته هيأت نفسها وأعطيت أن تلبس بزًا بهيا لأن البر هو تبرُّرات القديسين(رؤ6:19-7) انظر رؤ9:21
فسر الزواج الذي يتم الآن بين عريس وعروسه إنما هو صورة باهيه للزواج الحقيقي بين يسوع والكنيسة لذلك أن تحدثنا عن صفات العريس وعروسه وحب كل منها لبعضهما البعض إنما تتطلع إلي يسوع والكنيسة كما كتب الرسول بولس قائلا أيها (أيها النساء اخضعن لرجالكن كما للرب. لان الرجل هو راس المرأة كما أن المسيحأيضا راس الكنيسة وهو مخلص الجسد. و لكن كما تخضع الكنيسة للمسيح كذلك النساء لرجالهن في كل شيء
أيها الرجال أحبوا نساءكم كما أحب المسيح أيضا الكنيسة واسلم نفسه لأجلها أف 5: 24
لذلك ليت كل زوج يصحب زوجته وينجها معًا نحو الصليبحيث قدم العريس الحقيقي مهر عروسه ليتعلما منه الارتباط الحقيقي المقدس الأبدي الذي ارتبط به يسوع مع كنيسة والذي أساسه الحب المطلق
.ذلك الحب الذي هو نبع يشرب منه الرجل والمرأة ليعيشا في حب معا
. بركة القديس اوغسطينوس تكون معنا اجمعين


