• 01-1.jpg
  • 01-2.jpg
  • 01-3.jpg
  • 01-4.jpg
  • 01-5.jpg
  • 01-6.jpg
  • 01-7.jpg
  • 01-8.jpg
  • 01-9.jpg
  • 01-10.jpg
  • 01-11.jpg
  • 01-12.jpg
  • 01-13.jpg
  • 01-14.jpg
  • 01-15.jpg
  • 01-16.jpg
  • 01-17.jpg
  • 01-18.jpg
  • 01-19.jpg
  • 01-20.jpg

صفحة المتحدث الرسمي بإسم الكنيسة القبطية الارثوذكسية

ليس كل صمت فضيله ، وانما الصمت المُشبع بالخشوع والاتضاع والتأمل فى محبة الله وعنايته وحكمته ... إن الأنسان الفرح الذى يخشى نشوة الفرح الطائشه أولى به أن يصمت ويشكر الله ،و كذلك الحزين الذى يخشى أن تزل شفتاه بالتذمر اولى به ان يهتف قائلاً " صمت لا افتح فمى لانك انت فعلت " مز 39 : 9 ، حينما يكون الانسان غنياً ومليئاً ، مشحوناً من الداخل لا يهتز بالانفعالات سواء كانت إنفعالات مفرحه او انفعالات محزنه ، لا يهتز لانه راسخ

هذه الفضيله كانت فى مريم العذراء ، فضيلة الصمت والسكون والتأمل الباطنى ..  رأت اموراً عجيبه وغريبه ، رأت الملاك يبشرها ورأت اليصابات تعظمها .. بل رأت يوم ميلاد المسيح عجائب مدهشه .. فالملائكه تهتف وتسبح ، والرعاه يأتون ويخبرون بما رأوا ، والمجوس يُقدمون من المشرق يتبعهم النجم ليسجدوا ويقدموا هداياهم ، ثم رأت سمعان الشيخ وجميع الذين ينتظرون الفداء فرحين متهللين بميلاد المخلص .. فى كل هذه الاحوال كانت العذراء صامته متأمله ، لا يوجد كلام كثير للعذراء مريم فى الكتاب المقدس ، ولذلك نسب اليها الكتاب عباره رددها اكثر من مره  " اما مريم فكانت تحفظ جميع هذا الكلام ، متفكره به فى قلبها " لو 2 : 19 ، دور مريم فى الكلام ما اقله ، سواء فيما رواه الانجيل او فيما رواه التاريخ ، ما هى اقوال مريم ، ما هو كلامها ؟ لا يوجد .. وهذا احسن انواع التعليم ، ليس بالكلام الكثير إنما بالقدوه والسيره والمثال

من غير الممكن ان فتاه فى سن 13 سنه ، تصل لهذا النضوج العقلى والفكرى ،وان تكون بهذا الهدوء وبهذا السكون وبهذا التأمل ، ما كان يمكن ابداً انها تغالب الطبيعة بهذه الصورة وتكون بهذا العقل ، وفى هذا التريث ، ما لم تكن مشحونه باطنياً بروحانية غير عاديه.. البنات مشهورين بالقدره على الكلام ولكن مريم تكون بهذا العقل وبهذا الصمت .. يقول ابن سيراخ " المرأه المحبه للصمت عطيه من الرب ، والنفس المتأدبه لا يستبدل بها " سيراخ 26 : 18 فما احرانا ان نتعلم هذا الدرس الثمين من امنا العذراء

إن الكلام اشبه مايكون بالدواء إن قل نفع وإن كثر صدع ، ولا يجد الابرار لذه فى كثرة الكلام ، بل هم يشعرون فى الصمت بالامتلاء وفى الكلام بالفراغ ، ولقد ايقنوا ان الله إذ وهبهم أذنين ولكن فماً واحداً ، أرادهم ان يكونوا مسرعين فى الاستماع مبطئين فى التكلم .. ولما عرفوا ان الأذنين مفتوحتان اما اللسان فموضوع فى بيت محكم ومغلق باقفال هى الشفتان قالوا : ان كان احد لا يعثر فى الكلام فذلك رجل كامل قادر ان يلجم كل الجسد ايضاً يع 3 : 2 . ولذلك فقد صرخ واحد منهم الى الله وقال : " اجعل يارب حارساً لفمى احفظ باب شفتى " مز 141 : 3  

موسوعة الانبا غريغوريوس ج 20