• 01-1.jpg
  • 01-2.jpg
  • 01-3.jpg
  • 01-4.jpg
  • 01-5.jpg
  • 01-6.jpg
  • 01-7.jpg
  • 01-8.jpg
  • 01-9.jpg
  • 01-10.jpg
  • 01-11.jpg
  • 01-12.jpg
  • 01-13.jpg
  • 01-14.jpg
  • 01-15.jpg
  • 01-16.jpg
  • 01-17.jpg
  • 01-18.jpg
  • 01-19.jpg
  • 01-20.jpg

صفحة المتحدث الرسمي بإسم الكنيسة القبطية الارثوذكسية

الله يسمح بالتجربة بغرض معين يختلف من شخص إلى شخص.
فبالنسبة لمارمرقس كان سبب التجربة كما قلنا هو خطة الله في حياة مارمرقس أن ينتقل هو وعائلته من القيروان إلى أورشليم حتى يصبح من التلاميذ وأحد رسل السيد المسيح السبعين لأن له رسالة معينة سيؤديها.


أما بالنسبة لأيوب. فالشكوى التي اشتكاها الشيطان على أيوب والتي يشتكيها على كل أولاد الله، هي: "هل مجانًا يتقي أيوب الله؟"، "هل مجانًا يتقي الإنسان الله؟".


يشتكي الشيطان على الإنسان للرب قائلًا: لقد أعطيته الصحة، والمال، والنجاح، والكرامة من الناس، فطبيعي أن يعبدك. هو يعبدك لأنك أعطيت له. يعبدك لأنك تغدق عليه العطاء. وإذا منعت عنه هذا العطاء أو حرمته منه، سترى ماذا سيفعل هذا الإنسان. والله يريد أن يكشف معدن الإنسان، يريد أن يذكيه أكثر ويريد أن يعطيه إكليلًا أكبر. فيسمح الله بهذه التجربة.
يد الرب قد خرجت على أيوب كي ما تمتحن أيوب كي ما يتذكى أيوب،جيد أن الإنسان عندما يدخل في ضيقة من هذا النوع، معناها أنا الرب يريد أن ينقيه ويصفيه "كفضة مصفاه" فالحياة لا تخلو من الشوائب. والتجارب هي الوسيلة التي ينقي بها الله الإنسان.

† فلا يجب أن يأخذ الإنسان التجارب على أنها عدم محبة من الله ويظل يردد: الله لا يحبني. لماذا تركني؟ لماذا يسمح بهذا؟ ألست مواظبًا على الكنيسة؟ ألست أصلي؟ لا بد أن نفهم سياسة وحكمة ومقاصد الرب.

 المنع في حياة أبونا آدم كان في محاصرته بالمشاكل


† أبونا آدم أخطأ وبسبب خطيئته شعر بالعري والله سمح أن آدم يشعر بهذا العري حتى يشعر أن هناك خطأ قد حدث، فيعود بالتوبة إلى الله. ولكن للأسف من طبيعة الإنسان أنه عندما يواجه مشكلة يحاول أن يحلها بفكره أو بأي طريقة دون أن يرجع إلى الله وهو بذلك يوقع بنفسه في العديد من المشاكل، ولو استطاع الإنسان أن يحل المشكلة بمعزل عن الله لن يرجع أبدًا إلى الله. وهذا ما حاول أن يفعله آدم فعندما شعر بالعري لم يحاول الرجوع إلى الله بل حاول أن يكسو نفسه بورق التين، ولو كانت فكرة أوراق التين نجحت في ستر عريه كان سيواجه الله بجسارة دون أن يشعر بخطيئته ظنًا منه أنه قد استطاع أن يحل مشاكله بعيدًا عن الله. ولكن يد الله خرجت على آدم، وحاصر الله آدم بالمشكلة، "وَسَمِعَا صَوْتَ الرَّبِّ الإِلهِ مَاشِيًا فِي الْجَنَّةِ عِنْدَ هُبُوبِ رِيحِ النَّهَارِ، فَاخْتَبَأَ آدَمُ وَامْرَأَتُهُ مِنْ وَجْهِ الرَّبِّ الإِلهِ فِي وَسَطِ شَجَرِ الْجَنَّةِ" (سفر التكوين 3: 8) فعند هبوب ريح النهار واشتداد الشمس، جف الورق وتساقط بفعل الهواء، وبعد أن كان آدم قبل أن يخطئ يعمل في الجنة ولا يتعب، أصبح يعاني قال له الرب: "بِعَرَقِ وَجْهِكَ تَأْكُلُ خُبْزًا حَتَّى تَعُودَ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أُخِذْتَ مِنْهَا. لأَنَّكَ تُرَابٌ، وَإِلَى تُرَابٍ تَعُودُ" (سفر التكوين 3: 19). فأول مرة شعر فيها آدم أن الشمس حارقة بالنسبة له كانت بعد أن سقط في الخطيئة فبدأ يعرق ويشعر بلفحة الشمس ويشعر بالتعب وحاصرته المشاكل ولو كان آدم استطاع أن يحل مشكلته بعيدًا عن الله كان من المستحيل أن يسمع صوت الله.

† وهذه هي سياسة الله مع البشر. تأتي مشكلة فتحاول حلها، فتفاجأ بالمشاكل تنهال عليك كاللكمات التي لا تستطيع إقامة رأسك منها، وتقف عاجزًا لا يوجد أمامك أي حل إلا اللجوء لله، وهنا فقط تستطيع سماع صوت الله.

† لم يسمع آدم صوت الله إلا بعدما حوصر بالمشاكل التي ليس لها حل، حينئذ سمع صوت الرب الإله ماشيًا في الجنة ويقول الكتاب:

"فَنَادَى الرَّبُّ الإِلهُ آدَمَ وَقَالَ لَهُ: «أَيْنَ أَنْتَ؟». فَقَالَ: «سَمِعْتُ صَوْتَكَ فِي الْجَنَّةِ فَخَشِيتُ، لأَنِّي عُرْيَانٌ فَاخْتَبَأْتُ». فَقَالَ: «مَنْ أَعْلَمَكَ أَنَّكَ عُرْيَانٌ؟" (سفر التكوين 3: 9،10).

لو كان الله جاءه قبل هبوب ريح النهار عندما كان يستر نفسه بأوراق التين كان قابل الرب وهو غير شاعر بعريه.

 الحلول مع الله فقط
الله يقول لك: لن تستطيع حل مشاكلك بعيدًا عني:
† الله يريد أن ينبهك أن المشكلة التي عندك ستحل عندما تأتي إليه. والله يقول لك: أنت تحاول أن تحل مشاكلك بعيدًا عني، وإذا نجحت في ذلك سيقوى اتكالك على ذراعك البشري. ولو لجأت للناس وكانوا سببًا في حل مشاكلك، سيقوى اتكالك على الناس ولن تفكر أن تأتي لي وملعون من يتكل على ذراع بشر. "هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: مَلْعُونٌ الرَّجُلُ الَّذِي يَتَّكِلُ عَلَى الإِنْسَانِ، وَيَجْعَلُ الْبَشَرَ ذِرَاعَهُ، وَعَنِ الرَّبِّ يَحِيدُ قَلْبُهُ" (سفر إرميا 17: 5). لذلك أنا سأسمح أن كل هذه الأذرع تنكسر واسمح أن تحاصر في هذه الضيقة الشديدة، لكي أنبهك لقولي: "اِلْتَفِتُوا إِلَيَّ وَاخْلُصُوا يَا جَمِيعَ أَقَاصِي الأَرْضِ، لأَنِّي أَنَا اللهُ وَلَيْسَ آخَرَ" (سفر إشعياء 45: 22).

تعلموا أن تسمعوا صوت الرب:

† إذًا هذا هو فكر الله هذا هو الفكر الذي نريد أن نضعه بداخلنا. فعندما تأتي الضيقة كل منا يتعامل معها بطريقة مختلفة عن الآخر. الطريقة الأولى هي أن نظن أن الناس هم سبب ضيقتنا (البربر هم الذين أخذوا أموال عائلة مارمرقس)، ويتسبب ذلك في غضب من هؤلاء الناس سبب الضيقة ورغبة في الانتقام منهم. وأحيانًا نفكر بطريقة آدم، فعندما تأتينا مشكلة نحاول أن نحلها بتفكيرنا وطرقنا البشرية.

† لكن يجب أن نغير هذه الطريقة من التفكير كما قال لنا معلمنا بولس "تَغَيَّرُوا عَنْ شَكْلِكُمْ بِتَجْدِيدِ أَذْهَانِكُمْ، لِتَخْتَبِرُوا مَا هِيَ إِرَادَةُ اللهِ: الصَّالِحَةُ الْمَرْضِيَّةُ الْكَامِلَةُ" (رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 12: 2). فهناك أفكار يجب أن نتركها وهناك أفكار يجب أن نضعها في أذهاننا. يجب أن ننزع من فكرنا أن التجارب تأتينا عن طريق الناس وذراع البشر. يجب أن تضع في ذهنك أن التجربة تكون بسماح من الله لأنه يريد أن ينبهك إلى شيء فيجب أن تصغي وتسمع ماذا يقول لك الرب.
الحل هو جلسة مع الرب:
† فيجب أن تجلس مع الله لتسمع صوته وتعرف ماذا يريد. ليس من الخطأ أن تفكر أو تلجأ للناس وتطلب معونة الآخرين، ليس هناك مشكلة في ذلك، فبولس عندما سمع أن هناك مؤامرة ضده أرسل للأمير ليسياس وأعلمه بالمؤامرة وتمتع بولس بحماية اثنين قوات مئات ومائتي عسكري ومائتي رامح وسبعين فارس، وهو في ذلك لم يكن متكلًا على ليسياس الأمير بل على الله، والله هو الذي استخدم الأشخاص. وليس في هذا أي خطأ. لكن لو لجأنا لحل المشاكل بفكرنا البشري سيصبح اعتمادنا على هذا الفكر البشري فيسمح الله أن تفشل خطتنا حتى نتعلم أن في الضيقة لا بد أن نلجأ لله أولًا وقبل كل شئ. فعندما تجد المشاكل تحاصرك الجأ أولًا لله، اجلس معه، واسأل الرب: ما هي الرسالة التي تريد أن توصلها لي يا رب؟ ولا بد ستسمع صوت الرب ليك. لابد أن يرشدك.