تعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجوم
 

+ القديس جيروم من القديسين المشهورين في الكنيسة ويُعرف بترجمته للكتاب المقدس إلى اللغة اللاتينية " الفولجاتا" عاش في دير بجوار مغارة المهد وتنيح هناك في ٤٢٠م. وترسم أيقونته وأمامه  أسد رابض لانه كان قد شفي أسد وصار يلازمه في ديره وربما لانه كان كأسد في مقاومة الهرطقات وقد كتب الكثير من الكتب وكان رجلًا ذو تأملات روحية عميقة، وقصة اليوم تُعد على الأرجح قصة رمزية أو تقليدية أدبية تهدف إلى إبراز معاني التوبة، والغفران، وقبول نعمة المسيح في ميلاده العجيب.

+ في إحدى ليالي أعياد الميلاد دخل القديس چيروم إلى كنيسة بيت لحم ووقف عند موضع المزود وشرع يتأمل في التجسد الإلهي؛ وفي سر ولادة مخلص العالم. فظهر له بغتة الرب يسوع المسيح محفوفًا بأنوار بهية ونظر إليه نظرته الإلهية الحانية التي تشف عن رحمة ونعمة عجيبة لا يقدر أي لسان بشري أن يصف سموها وحنوها، ثم جرت بينهما هذه المخاطبة المؤثرة:

قال له يسوع : يا چيروم، ماذا تعطيني في ميلادي وأنت واقف أمامي عند المزود؟

فقال چيروم: أيها الرب إلهي ها أنذا أعطيك قلبي ياسيدي!

قال له يسوع: حسنًا چيروم، لكن هب لي شيئًا آخر.

قال چيروم: أقدم إليك جميع صلواتي وسجودي وتوبتي وعواطف قلبي ومشورات حريتي.

قال له يسوع: حسنًا .. حسنًا

قال چيروم: يارب كُلِّي لكَ بجُملتي لأنك تجسدت وصنعت التدبير  لتخلصني.

أعطيك كل مالي وكل ما أنا عليه؛ أهبك نفسي كلها ياسيد يا حبيب نفسي.

قال له يسوع:  لكنني أطلب منك شيئًا آخر!

قال چيروم: لم يبق لي شيء ياسيدي وملكي، أتوسل أن تقول لي أي شيء تريد أن أقدم اليك؟

قال له يسوع: يا چيروم أعطني خطاياك وضعفاتك! أعطني عثراتك وزلاتك وسقطاتك.

قال چيروم: كيف اعطيك هذه النفايات؟! ماذا ستفعل بها؟!

قال  له الرب يسوع: أعطني خطاياك كي اغفرها لك بكليتها. وضعفاتك لأسترها؛ وسقطاتك لأقيمك وأحييك فلا تسود الخطية عليك، ولا تمكث بعد في جحيمك؛ بل تحيا في نعمة الخلاص الذي من أجله أنا ولدتُ في المذود.

قال چيروم: آه ما ألطفك وأجملك يا يسوع الملك المحبوب، فإسمح لي أن أسكب عند  قدميك عبرات دموع التوبة المصحوبة بالحب والرجاء، سأطرح نفسي كلها عند مغارة مذودك، فتعال لتولد في كياني؛ لقد ولدت من أجلي وصار بك لنا الفرح يامخلصنا ومحيي نفوسنا.

فاشتعلت حينذاك عواطف الحب في قلب القديس چيروم بحرارة لا توصف ولم يتمالك أن أفاض الدموع الغزيرة ممجدًا الرب المعبود. المسيح ولد لأجلنا لنؤمن به ونقبله ونفرح بخلاصه لنا ، لقد أتى إلينا لنأتي اليه ونعترف له خطايانا ليغفرها وضعفاتنا ليسترها وسقطاتنا ليقيمنا منها ويريحنا من متاعبنا ويفرح قلوبنا، ونصلي ونسعى نحن لتوبة وخلاص وإيمان الاخرين، أمين.

القمص أفرايم الأنبا بيشوى

 ✍ صفحة مقالات أبونا إفرايم الأنبا بيشوي