تعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجوم
 

هل انية الهوان بعد ان اصبحت عجينة صلبة يمكن ان تصبح انية كرامة ؟

بالطبع نعم و بكل سرور لدى الفخاري

الفخاري يظل الى النهاية (اي نهاية حياة الانسان على الارض) محاولا ان يصنع من الطين انية للكرامة  ( ربنا بيتلكك عشان يتوبنا ويخلينا قديسين ) 

بل بالاحرى فإن الفخاري اي الله في اي وقت جاهز للتدخل لتحويل انية الهوان الى انية كرامة طالما سمح الانسان بذلك وعاد الى الله بالتوبة وهو ماحدث في حياة شخص مثل بولس الرسول نفسه. او اللص اليمين على سبيل المثال...اعتقد ان حياتهم كانت انية هوان ولكنهم قبلوا عمل الروح القدس وتغيرت حياتهم في المسيح

بل وان جاز التعبير فان حياتهم كانت انية غليظة متحجرة شديدة للهوان ولكن الله حولهم الى انية كرامة في منتهى الجمال .. مثلما يقول المثل العربي (عمل من الفسيخ شربات)

"وَأُعْطِيكُمْ قَلْبًا جَدِيدًا، وَأَجْعَلُ رُوحًا جَدِيدَةً فِي دَاخِلِكُمْ، وَأَنْزِعُ قَلْبَ الْحَجَرِ مِنْ لَحْمِكُمْ وَأُعْطِيكُمْ قَلْبَ لَحْمٍ." (حز 36: 26).

ولذلك قال الرب ( هوذا كالطين بيد الفخارى ، أنتم هكذا بيدى يا بيت اسرائيل تارة أتكلم على أمة وعلى مملكة بالقلع والهدم والاهلاك فترجع تلك الأمة التى تكلمت عليها عن شرها ، فأندم عن الشر الذى قصدت أن أصنعه بها  وتارة أتكلم على أمة وعلى مملكة بالبناء والغرس فتفعل الشر فى عينى فلا تسمع لصوتى ، فأندم على الخير الذى قلت إنى أحسن إليها به ) ( أر 18 : 6 – 10 )...

بل واني اتأمل واتخيل الفخاري اي الله انه يمسك العجينة الرديئة الصلبة المتحجرة (اي الانسان القاسي القلب ) ويحاول ان يتفحص العجينة يمينا ويسار وفي كل الاتجاهات لعله يجد نقطة لينة (تكون نقطة البدء) يستطيع ان يشكلها ويحولها الى انية للكرامة ..اليس هذا ماحدث على سبيل المثال وليس الحصر مع السامرية في مقابلة المسيح له المجد معها..كان يحاول ان يتصيد لها ليس الاخطاء بل يتصيد انصاف الحقائق من فم السامرية لتكون نقطة البدء وفرصته في الدخول لتغيير النفس البشرية

اليست هذه هي الاية بعينها التي تقول :

"قَصَبَةً مَرْضُوضَةً لاَ يَقْصِفُ، وَفَتِيلَةً مُدَخِّنَةً لاَ يُطْفِئُ، حَتَّى يُخْرِجَ الْحَقَّ إِلَى النُّصْرَةِ." (مت 12: 20).

من هم المقصودون بالقصبة المرضوضة التي ليس لها رجاء  والفتيلة التي اطفأت شعلتها ويتبقى فقط اثار دخان

اليس هم كل الخطاة التي هي حياتهم انية هوان (وهم بالطبع الذين اختاروا بإرادتهم هذه الحياة بعيدا عن الله) ..حياتهم كلها شر وخطية ولكن الله نظر الى النقطة البيضاء من بعيد في وسط ظلام حالك و استغلها كفخاري ماهر و صنع بهم العجائب واصبح على سبيل المثال موسى قاطع الطرق الزاني هو موسى القوى البتول..

تابع المقال القادم لنفس الموضوع

✍ صفحة مقالات احد رهبان الدير