تعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجوم
 

المقدمة:

أحبائي، نحن نعيش في عالم يموج بالاختلافات الفكرية، والثقافية، والدينية. وكل إنسان يرى الأمور من زاوية مختلفة. لكن الله أعطانا وسيلة مباركة لنتواصل، وهي الحوار. الحوار ليس جدالاً عقيمًا ولا معركة لإثبات الذات، بل هو جسر نفهم من خلاله بعضنا بعضًا، ونقترب أكثر إلى الحق والمحبة.

أولاً: الحوار في ضوء الكتاب المقدس

الرب يسوع نفسه كان سيد الحوار. جلس مع السامريّة عند البئر، فتح قلبها بالكلمة، ولم يبدأ باتهامها، بل بسؤال بسيط: "أعطيني لأشرب". من خلال هذا الحوار الهادئ قادها إلى معرفة الحق.

والرسل أيضًا حاوروا الأمم واليهود، بالمنطق والروح، فدخل الكثيرون إلى الإيمان.

ثانياً: مبادئ الحوار الناجح

  1. الاحترام: لا يمكن أن يكون هناك حوار حقيقي إذا غاب الاحترام. "ليكن كلامكم كل حين بنعمة، مصلحًا بملح" (كو 4: 6).
  2. الإصغاء: الاستماع نصف الحوار. أحيانًا نجهّز ردودنا قبل أن نفهم الآخر. لكن الإصغاء يفتح القلوب.
  3. الصدق والوداعة: الحق يُقال، لكن بروح الوداعة لا القسوة.
  4. الهدف هو البناء: الحوار ليس ليُظهر أحدنا أنه الأذكى، بل ليُبنى الآخر ويُستنار.

ثالثاً: ثمار الحوار

عندما نتحاور بمحبة، يسود السلام بدل الخصام.

ينمو الفهم المتبادل، فنكسب أخًا بدلاً من أن نخسر صديقًا.

يصبح الحوار شهادة عملية للمسيح الساكن فينا، لأنه هو "سلامنا".

الخاتمة:

فلنطلب من الله أن يعطينا حكمة الحوار، فنكون سفراء سلام حيث وُجدنا. وليكن كلامنا دائمًا مملوءًا نعمة، حتى نكون نورًا في عالم يزداد فيه الصراع.

✍ صفحة مقالات أبونا يشوع الأنبا بيشوي