أحبائي،
الاهتمام هو لغة المحبة التي لا تحتاج إلى كلمات. قد نظن أحيانًا أن العطاء الكبير هو ما يصنع الفرق، لكن في الحقيقة لمسة اهتمام صغيرة قادرة أن تفتح قلبًا مغلقًا، أو ترفع إنسانًا محبطًا، أو تشعل رجاءً في نفسٍ يائسة.
الرب يسوع أعطانا أروع مثال: لم يهمل أحدًا، بل اهتم بالجموع الجائعة فأشبعهم، وبالأعمى الذي صرخ فوقف من أجله، وبالمفلوج الذي حمله أصدقاؤه، وحتى بالمرأة السامرية التي كان المجتمع يرفضها جلس معها وفتح أمامها باب الحياة الجديدة.
الاهتمام ليس مجرد مشاعر عابرة، بل هو فعل محبة نابع من قلب مليء بالرحمة. قد يكون في كلمة طيبة، في ابتسامة صادقة، في سؤال بسيط: "إزيّك؟ محتاج حاجة؟" هذه التفاصيل الصغيرة تصنع فرقًا عظيمًا.
فلننتبه يا إخوتي أن الإهمال قد يجرح بعمق أكثر من الكلام القاسي، بينما الاهتمام يداوي جراحًا قديمة، ويزرع الرجاء حيث لا رجاء.
الخاتمة:
فلنطلب من الله أن يعطينا قلبًا حساسًا يهتم بالآخرين، وعيونًا ترى احتياجاتهم، وأيدٍ تعمل لمساعدتهم.
لأن الاهتمام هو صورة من صور محبة الله العاملة فينا.

