أول ما ينبغي أن نوضّحه هو أن الله في ذاته لا يحتاج إلى شيء، فهو كامل منذ الأزل، غني عن الكل، كما يقول الكتاب: "إن كنت بارًا، فماذا تعطيه؟ أو ماذا يأخذ من يدك؟" (أيوب 35: 7).
لكن من محبة الله للبشر، شاء أن يدخل معنا في علاقة، لذلك ما "يطلبه" الله من الإنسان ليس لإشباع نقص عنده، بل لخلاص الإنسان نفسه.
محاور العظة:
- الله لا يحتاج إلى ذبائح ولا مال، بل إلى القلب
"يا ابني، أعطني قلبك" (أمثال 23: 26).
الله يطلب من الإنسان قلبًا مكرسًا له، مملوءًا محبة، لا طقوسًا فارغة.
- الله يحتاج إلى الطاعة أكثر من الذبائح
كما قال لصموئيل النبي: "هل مسرة الرب بالمحرقات والذبائح كما باستماع صوت الرب؟ هوذا الاستماع أفضل من الذبيحة" (1 صموئيل 15: 22).
الله يريد حياة طاعة، لا مجرد شكليات.
- الله يريد رحمة لا ذبيحة
المسيح اقتبس من هوشع قائلاً: "إني أريد رحمة لا ذبيحة" (متى 9: 13).
بمعنى أن الله يطلب من الإنسان أن يعكس صورته بالرحمة، المحبة، الغفران.
- الله يريد أن نسعى إلى القداسة
"كونوا قديسين لأني أنا قدوس" (1 بطرس 1: 16).
القداسة هي العلامة التي تُظهر أننا حقًا أبناء الله.
- الله يريد أن نحب بعضنا بعضًا
قال المسيح: "بهذا يعرف الجميع أنكم تلاميذي: إن كان لكم حب بعضًا لبعض" (يوحنا 13: 35).
الله لا يحتاج إلى كلمات فارغة، بل إلى محبة عملية تجاه الآخرين.
الخلاصة
الله لا يحتاج من الإنسان شيئًا ليُكمل ذاته، لكنه يطلب منّا القلب، الطاعة، الرحمة، القداسة، والمحبة. هذه ليست احتياجات لله، بل مفاتيح لخلاصنا وحياتنا الأبدية.