تعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجوم
 

📖 ثُمَّ تَقَدَّمَ وَلَمَسَ النَّعْشَ، فَوَقَفَ الْحَامِلُونَ. فَقَالَ: «أَيُّهَا الشَّابُّ، لَكَ أَقُولُ: قُمْ!». فَجَلَسَ الْمَيْتُ وَابْتَدَأَ يَتَكَلَّمُ، فَدَفَعَهُ إِلَى أُمِّهِ. [لو7: 15,14].

🎄حين نقف أمام مشهد النعش في معجزة أقامة ابن أرملة نايين, لا نراه نعشًا لجسدٍ ميت، بل رمزًا لحال النفس البشرية التي فقدت الحياة بالخطية.

🪴الموكب الخارج من المدينة يشبه  الإنسان حين يسير وراء ما هو فانٍ، يحمل في داخله الحزن واليأس، حتى يلتقي بالربّ الحيّ الذي قال عن نفسه:«أناهوالقيامة والحياة».

(يو 11: 25)، فهو وحده القادر أن يوقف الموكب ويحوِّله إلى رجوعٍ للحياة.

🍀اقترب الرب من النعش ولمسَه، فتوقّف الحاملون، لأن اللمسة الإلهية تُوقف كل حركة نحو الفناء. هكذا حين تلمس النعمة قلوبنا، تتوقف مسيرة الانحدار، ويبدأ التحوّل العجيب من الحزن إلى الفرح، ومن البكاء إلى الرجاء. فبصوته الإلهي يسمع الموتى: «يا فتى، لك أقول قم!» (لو 7: 14). عندها ينهض الرجاء وتعود الحياة، ويُعاد الفرح إلى بيت النفس كما عاد إلى بيت أرملة نايين.

⭐يقول القديس كيرلس الكبير: «المسيح لم ينتظر أن يُستغاث به، بل هو الذي بادر وشفى الموتى بكلمته، لأن رحمته تفوق استحقاق البشر.» فالمسيح يلمس موكبنا الصامت، فيتحوّل الصمت إلى تسبيح، والموت إلى قيامة. ما أعجب حبَّه الذي لا ينتظر إيمانًا كاملاً ولا صلاة طويلة، بل يفيض حياةً من ذاته، لأنه هو «الطريق والحق والحياة» (يو 14: 6).

🌿 وحين يلتقي الحيّ بالأموات، لا يمرّ مرورًا عابرًا، بل يتقاطع مع طرقنا ليغيّر اتجاهها نحو النور.

⭐يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: «إنه لا يلمس الميت ليتنجّس، بل ليقدّسه، لأن طهارته أقوى من دنسنا.» فلنفتح له الطريق، ولنتركه يلمس نعشنا الداخلي، ذلك الموضع الذي نُخفي فيه خيباتنا وضعفنا، ليحوّله إلى ينبوع رجاء.

🍇 إنه لا يأتي ليدين، بل ليوقف النزيف الداخلي، ويعيد إلينا نبض الحياة. عندها فقط يتبدّل كل شيء: يُقام ما سقط، ويُبعث ما مات، ويصير بيت الحزن بيت فرح. وكما كُتب: «حوَّلتَ نوحي إلى رقصٍ لي» (مز 30: 11).

🌴هكذا تتجلّى رحمة الله التي لا تعرف نهاية، إذ يلتقي الحيّ بالأموات، فيقيمهم لا بكلمةٍ فحسب، بل بحضورٍ يبدّد ظلمة القبور.

💠أحبائى .. فلتوقف يد المسيح نعش نفوسنا, كل نفس تمسّها يده الشافية تُكتب لها قيامة جديدة، وتعود لتسير وراءه لا في موكب موت، بل في موكب حياة لا تنقضي، لأن «المسيح قام من الأموات وصار باكورة الراقدين» (1كو 15: 20)💠

 

🌹أحد مبارك ومقدس🌹

 

✍ صفحة مقالات أبونا بيشوي الأنبا بيشوي