في بدء شهر كيهك، يشرق أمامنا مشهد زكريا الكاهن الذي صلّى طويلاً، وربما فقد الرجاء، فإذا بالله يفتح له باب الإستجابة في ملء الزمان. فالله لا ينسى دموع البارين ولا صلوات المنسحقين، لكنه يهيئ الوقت المناسب حيث تتلاقى السماء مع الأرض. البشرى بميلاد يوحنا ليست مجرد حدث عائلي، بل هى إعلان أن الله يعد الطريق لمجيء المسيح. الإيمان هنا يتجاوز حدود المستحيل، إذ يهب الله ثمرة من رحم عاقر، ليعلن أن الخلاص كله عطية مجانية من نعمته.
- يقول القديس غريغوريوس النزينزي: «الله لا يعطي بحسب الزمن الذي نطلب فيه، بل بحسب الوقت الذي يعلم أنه لخلاصنا» (العظة 4).
- إنها دعوة لنا أن نثبت في الصلاة حتى لو تأخرت الاستجابة، فالرب يعمل في أوانه، ويبدد العقم الروحي بثمر الحياة الجديدة.

