رحيق السماء (7) 🕊 «فأخذ يسوع الأرغفة وشكر» (يو ٦: ١١)
الآلاف جاعوا في البرية، ولم يكن معهم سوى خمسة أرغفة وسمكتين، لكن حين وُضِعت بين يدي الرب صارت مائدة سماوية تُشبع الجميع. العجز البشري لا يقف أمام غنى النعمة، بل يكشف حاجتنا إلى الخبز الحقيقي النازل من السماء.
إن الولد الصغير الذي قدّم طعامه هو صورة النفس التي تسلّم للمسيح ما لديها ولو كان قليلاً. الرب يأخذ القليل، ويباركه، ويكسره، ويوزّعه فيفيض على الكل حتى يملأوا اثنتي عشرة قفة. فالمسيح لا يُشبع الجسد فقط، بل يقدّم ذاته خبز الحياة الذي يحيي العالم إلى الأبد.
- يقول القديس كيرلس الكبير:
- [الذي أشبع الآلاف من القليل، هو نفسه يشبع العالم كله بجسده ودمه].
- لذلك صرخ الناس مبهورين:
- «هذا هو بالحقيقة النبي الآتي إلى العالم» (يو ٦: ١٤).