أحبائي: ولا يصرخون إليَّ بقلوبهم.. هكذا كان يعاتب إلهنا الحنون السامع لصراخ شعبه.. كان يعاتبهم لأنهم كانوا قد توقفوا عن أن يصرخوا إليه! أو لأنهم كانوا يصرخون إليه وليس بقلوبهم، وذهبوا يصرخون ويطلبوا العون من غيره! عجيب هو صراخ القلب الذي قد لا يسمعه أحد.. والأعجب أن إله السماء والأرض يسمع هذا الصراخ بإنصات.. فلنذكر مثل الأرملة وقاضي الظلم الذي ختمه رب المجد بحقيقة ووعد، وتعجب من عدم الصراخ بالقلب قائلاً: "أفلا ينصف الله مختاريه الصارخين إليه نهاراً وليلاً وهو متمهل عليهم، أقول لكم أنه ينصفهم سريعاً ولكن متى جاء ابن الإنسان ألعله يجد الإيمان على الأرض" (لو 18: 7-8).

