إعتاد الآباء الرهبان حتى الآن في الأديرة أن يستيقظوا في نصف الليل ، ويصلوا
صلاة نصف الليل ، وتتكون هذه الصلاة من ثلاثة هجعات أو ثلاثة خدمات (الخدمة الأولى، والثانية، والثالثة).
وأول من أشار على صلاة نصف الليل بهذه الطريقة هو القديس چيروم (٣٤٧- ٤٢٠م)، فقد كان مشرفا روحيا على مجموعة من النساء التقيات، إذ ينصح إحدى هؤلاء النساء ويقول " إن كنتي تريدي أن تسيري في طريق النسك فلابد أن تدربي نفسك على النهوض مرتين أو ثلاثة مرات للصلاة في نصف الليل". وتعتبر صلاة نصف الليل من أقدم الصلوات التي عرفها المؤمنون.وهي غير قاصرة على الآباء الرهبان، فيقول داود النبي في المزمور"فِي مُنْتَصَفِ اللَّيْلِ أَقُومُ لأَحْمَدَكَ عَلَى أَحْكَامِ بِرِّكَ." (مز 119: 62).ويذكر سفر أعمال الرسل أن بولس وسيلا كان يصليان في منتصف الليل "وَنَحْوَ نِصْفِ اللَّيْلِ كَانَ بُولُسُ وَسِيلاَ يُصَلِّيَانِ وَيُسَبِّحَانِ اللهَ، وَالْمَسْجُونُونَ يَسْمَعُونَهُمَا." (أع 16: 25).ويقول القديس كليمندس السكندري (١٥٠- ٢٢٠م) في كتابه المعلم و التلميذ " يجب أن ننهض بالليل ونبارك الله، لأنه طوبي لمن سهر لأجل الله، لأنه بذلك يتشبه بالملائكة ". ويقول القديس كيرلس السكندري (٣٧٥- ٤٤٤م)" متى تكون عقولنا منتبهة للصلاة في الإبصلمودية ؟ اليس في نصف الليل" ويقول القديس أمبروسيوس (٣٤٠- ٣٩٧م) وهو الآب الروحي للقديس أغسطينوس " السيد المسيح يريدنا أن نصلي بالليل كما فعل هو وصلى في بستان جثيماني".


