• 01-1.jpg
  • 01-2.jpg
  • 01-3.jpg
  • 01-4.jpg
  • 01-5.jpg
  • 01-6.jpg
  • 01-7.jpg
  • 01-8.jpg
  • 01-9.jpg
  • 01-10.jpg
  • 01-11.jpg
  • 01-12.jpg
  • 01-13.jpg
  • 01-14.jpg
  • 01-15.jpg
  • 01-16.jpg
  • 01-17.jpg
  • 01-18.jpg
  • 01-19.jpg
  • 01-20.jpg

صفحة المتحدث الرسمي بإسم الكنيسة القبطية الارثوذكسية

لساني العاجز الخاطئ الضعيف كيف له أن يتجاسر ويتكلّم بمديح يسير عن والدة الإله القديسة الطاهرة مريم "دائمة البتولية".

لقد وَلدَتْ إلهنا الصالح بدون زرع بشر كنبوات الكتب، فتكلّم إشعياء النبي مفتوح العينين من وراء الزمان قائلاً: «وَلكِنْ يُعْطِيكُمُ السَّيِّدُ نَفْسُهُ آيَةً: هَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْنًا

وَتَدْعُو اسْمَهُ "عِمَّانُوئِيلَ» (إشعياء 7: 14)؛ لقد دعاها "العذراء" لأنها دائمة البتولية.

وتنبأ حزقيال النبي الطاهر برؤيا واضحة قائلاً: «ثُمَّ أَرْجَعَنِي إِلَى طَرِيقِ بَابِ الْمَقْدِسِ الْخَارِجِيِّ الْمُتَّجِهِ لِلْمَشْرِقِ، وَهُوَ مُغْلَقٌ. فَقَالَ لِيَ الرَّبُّ: "هذَا الْبَابُ يَكُونُ مُغْلَقًا، لاَ يُفْتَحُ وَلاَ يَدْخُلُ مِنْهُ إِنْسَانٌ، لأَنَّ الرَّبَّ إِلهَ إِسْرَائِيلَ دَخَلَ مِنْهُ فَيَكُونُ مُغْلَقًا".» (حزقيال 44: 1-2).

وسليمان الحكيم في نشيد الأنشاد مجَّد دوام بتوليتها قائلاً: «أُخْتِي الْعَرُوسُ جَنَّةٌ مُغْلَقَةٌ، عَيْنٌ مُقْفَلَةٌ، يَنْبُوعٌ مَخْتُومٌ» (نشيد 4: 12).

لقد نذرت العذراء الطاهرة بتوليتها لله، ولذلك اندهشت حينما بشَّرها الملاك جبرائيل بالحَبَل الإلهي الطاهر، وتساءلت في حيرة: «كَيْفَ يَكُونُ هذَا وَأَنَا لَسْتُ أَعْرِفُ رَجُلاً؟» (لوقا 1: 34).

لم يكن ممكنًا للعذراء الطاهرة أن تسأل هذا السؤال إن لم يكن هناك نذرٌ مسبق بأن تقدِّم بتوليتها لله، فقد وضعت في قلبها وضميرها أن تحقّقه.

لقد خافت العذراء أن تُحرَم من بهاء البتولية، وانزعجت بهدوء، وتساءلت في براءة.. ثم استراح ضميرها الملائكي وقالت: «هُوَذَا أَنَا أَمَةُ الرَّبِّ. لِيَكُنْ لِي كَقَوْلِكَ» (لوقا 1: 38)، عندئذ طمأنها الملاك بأنها ستظلّ بتولاً، وأن الحَمل سيكون بفِعل الروح القدس: «فَأَجَابَ الْمَلاَكُ وَقَالَ لَها: "اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ، وَقُوَّةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ، فَلِذلِكَ أَيْضًا الْقُدُّوسُ الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ اللهِ» (لوقا 1: 35).

كان قلبها وجسدها وكيانها كله مكرّسًا لله، كمثل رئيس كهنة العهد القديم الذي كان ينقش على عمامته عبارة "قُدسٌ للرب". إنها قُدسٌ للرب، مُقدَّسة ومُخصَّصة لله فقط.. أكثر من الصينية التي تحمل جسد الرب على المذبح، ولا يمكن أن تُستَخدَم في غرض آخر غير الذي كُرِّست ودُشِّنت من أجله.

لقد حَبَلت العذراء بالطفل الإلهي، ووَلَدت، وظلّت عذراء وبتوليتها مختومة.. واعتادت الكنيسة منذ فجرها الأول أن تلقِّب القديسة مريم بالعذراء (بارثينوس) والدائمة البتولية (ايبارثينوس)، للتعبير عن دوام بتوليتها قبل وأثناء وبعد الحَمل والولادة.

ولكن يظل السؤال.. كيف وَلدَت القديسة مريم ومع ذلك ظلّت عذراء؟!

الإجابة هي أنه كما خرج الرب يسوع المسيح من القبر والقبر مُغلق، وكما دخل على التلاميذ والأبواب مغلّقة حتى إنهم ظنوه شبحًا.. هكذا أيضًا خرج من العذراء وظلّت العذراء كما هي وبتوليتها مختومة.

قال القديس جيروم: "مع أن الباب كان مغلقًا، دخل يسوع إلى مريم، القبر الجديد المنحوت في الصخر، الذي لم يرقد فيه أحد من قبله ولا بعده. إنها جنة مغلقة، ينبوع مختوم. هي باب المشرق الذي تحدّث عنه حزقيال، المُغلق إلى الدوام، المملوء نورًا... ودعوهم يخبروني كيف دخل يسوع والأبواب مغلّقة، وأنا أجيبهم كيف تكون القديسة مريم أمًّا وعذراء بعد ميلاد ابنها؟".

قال القديس مار أفرام السرياني: "كما دخل الرب والأبواب مغلّقه هكذا خرج من حشا البتول وبقيت بتوليتها سالمة لم تُحلّ".

قال القديس أوغسطينوس: "بعد قيامة المسيح عندما ظُنّ أنه روح قال لتوما: «هاتِ يدك وانظر، لأن الروح ليس له جسد وعظام كما ترى». وبالرغم من أن جسده جسد شخص في سن الرجولة، فإنه دخل إلى حيث يوجد تلاميذه خلف الأبواب المغلّقة. فإذا كان قد استطاع أن يدخل خلال الأبواب المغلّقة وهو في جسد في سن الرجولة، فكيف لا يستطيع إذًا كطفل أن يترك جسم أمه دون إتلاف بتوليتها؟ الذي يؤمن أن الله ظهر في الجسد يصدّق الأمرين كليهما، أما غير المؤمن فلا يصدّق هذا ولا ذاك".

قال ذهبي الفم: "نحن نجهل أمورًا كثيرة، وعلى سبيل المثال: كيف وُجد غير المحدود في رَحِم العذراء؟ ثم كيف الذي يحوي جميع الأشياء حملته امرأة؟ ثم العذراء كيف ولدت وهي كما هي عذراء؟".

قال القديس كيرلس الكبير: "لنمجِّد مريم دائمة البتولية بتسبحة الفرح".

قال القديس غريغوريس الثيئولوغوس: "وُلِد من عذراء وحفظ أيضًا عذريتها وبتوليتها بلا تغيير".

قال القديس غريغوريوس أسقف نيصص: "إن رَحِم العذراء الذي اُستخدم لميلاد بلا دنس هو مبارك، لأن الميلاد لم يبطل أو يحلّ عذريتها، كما أن العذراوية لم تمنع أو تعق ذلك الميلاد العالي، كما أعلن عنه في الإنجيل: «طوبى للبطن الذي حَملك والثديين اللذين رضعتهما»."

وجاء في ثيئوطوكية يوم الخميس: "يا للطلقات الإلهية العجيبة التي لوالدة الإله مريم العذراء كل حين. هذه التي منها اجتمع معًا بتولية بلا دنس وميلاد حقيقي. لأنه لم يسبق الميلاد زواج، ولم يحلّ الميلاد أيضًا بتوليتها، لأن الذي وُلِد إلهًا بغير ألم من الآب وُلِد أيضًا حسب الجسد بغير ألم (الشهوة) من العذراء".

ونقول في المَجمَع في القداس الإلهي: "وبالأكثر القديسة المملوءة مجدًا، العذراء كل حين، والدة الإله القديسة الطاهرة مريم، التي وَلدتْ الله الكلمة بالحقيقة".

طوباكِ أنتِ يا أمي البتول.. اشفعي فينا ليعطينا الرب الإله ابنك جزءًا يسيرًا جدًّا من طهارتك وحُسن بتوليتك

نيافة الأنبا رافائيل الأسقف العام