• 01-1.jpg
  • 01-2.jpg
  • 01-3.jpg
  • 01-4.jpg
  • 01-5.jpg
  • 01-6.jpg
  • 01-7.jpg
  • 01-8.jpg
  • 01-9.jpg
  • 01-10.jpg
  • 01-11.jpg
  • 01-12.jpg
  • 01-13.jpg
  • 01-14.jpg
  • 01-15.jpg
  • 01-16.jpg
  • 01-17.jpg
  • 01-18.jpg
  • 01-19.jpg
  • 01-20.jpg

صفحة المتحدث الرسمي بإسم الكنيسة القبطية الارثوذكسية

 دور خادم الافتقاد

 1- يأتي بالبعيدين للكنيسة للإتحاد بالمسيح:

+       لذلك خادم الافتقاد يذهب لأعضاء المسيح المتباعدة، ويدعوها لكي تثبت في المسيح لأن البعد عن المسيح يؤدي إلى الذبول والجفاف والضياع.فأنت كخادم افتقاد تأتي بهذه الأعضاء لكي تثبت في المسيح، فتصير سبب خلاصهم.

+       وعند الافتقاد إذا دعوت البعيدين لحضور اجتماع أو عظة أو مؤتمر أو خلافه فهذا جيد ولكنه لا شيء إذا لم توجه نظرهم  إلى أهمية حضور القداس للإتحاد مع المسيح في سر الإفخارستيا، لأن حضور القداس والتناول هو أهم شيء لخلاصهم.  فإذا كنت تريد أن تكون سبب خلاص الناس وتفتقدهم بالحقيقة  عليك أن تأتي بهم للقداس، وللتناول، وللإتحاد بالمسيح. لأن باتحادهم بالمسيح في التناول يسيرون في الاتجاه الصحيح.

+       الإتحاد بالمسيح لا يتم بالمعمودية فقط، ولكنه عمل ديناميكي يستمر بالتوبة والتناول باستمرار. وأبسط تشبيه له هو تيار الكهرباء الذي يصل إلى اللمبة. فالمعمودية معناها أني ركبت لمبة ووضعت لها سلك كهربائي، فإذا لم تُوصل هذه اللمبة بالتيار الكهربائي لن تنير.  والتناول هو التيار الكهربائي الذي يجب أن يسير في هذا السلك للمبة كي تنير. ولكن إذا كانت اللمبة موجودة والكهرباء موجودة وأنا أطفأت النور أو رفعت السلك من مصدر الكهرباء فستنطفئ اللمبة. ولكن إذا أردت أن تضيء اللمبة سأوصلها بالكهرباء الموجودة أصلًا.

بالطبع لن أستطيع أن أصل اللمبة بالكهرباء بدون السلك الكهربائي (المعمودية) الذي سيوصلها للكهرباء، بالمثل لا يمكن أن يتحد إنسان بالله إذا لم يكن قد نال المعمودية. فلا بد من وجود اللمبة والسلك وفيشة الكهرباء (مصدر التيار الكهربائي)، ولكن لا بد من استمرارية إيصال اللمبة بالتيار الكهربائي لكي تُنير.

+       فالمسيح هو النور الذي ينير حياتي "فِيهِ كَانَتِ الْحَيَاةُ، وَالْحَيَاةُ كَانَتْ نُورَ النَّاسِ،..." (إنجيل يوحنا 1: 4)، ولن أستطيع أن أنير إذا لم يكن المسيح فيَّ، "مَعَ الْمَسِيحِ صُلِبْتُ، فَأَحْيَا لاَ أَنَا، بَلِ الْمَسِيحُ يَحْيَا فِيَّ..." (رسالة بولس الرسول إلى أهل غلاطية 2: 20)، "لأَنَّنَا بِهِ نَحْيَا وَنَتَحَرَّكُ وَنُوجَدُ،..." (سفر أعمال الرسل 17: 28)، هو حياتنا كلنا، والمسيح قال: "...، فَمَنْ يَأْكُلْنِي فَهُوَ يَحْيَا بِي" (إنجيل يوحنا 6: 57).

+       وكأن الناس تصرخ لخادم الافتقاد قائلة: "افتقدنا بالخلاص". فتقول له تعالى نوصل الكهرباء التي تنير حياتنا التي هي المسيح. فحذار أن تكتفي بأن تدعو الناس لرحلة أو حفلة أو مؤتمر أو نادي أو درس كتاب أو اجتماع شباب أو اجتماع عام، كل هذا هام ولكن غير كافي فلا بد أن تنطلق بالمخدوم إلى القداس.

+       وإذا وُجد شخص لا يملك وقت لكي يأتي للكنيسة ولا يملك رفاهية حضور مهرجان أو المذاكرة لكي يمتحن، الفئة الكادحة التي لا تملك الوقت، هذه الفئة لا بد أن نبحث لها عن قداس يناسبه، حتى ولو مرة أو مرتين  في الشهر، ولا بد من الاهتمام بحضوره القداس والتناول. هكذا تفتقده للخلاص، لأنه من خلال التناول سيتحد بالمسيح الذي هو مصدر الحياة.

+       ولا بُد أن نعلم أنه: لأننا في الأصل خُلقنا على صورة المسيح ومثاله، فكياننا الإنساني لا يتحقق وجوده إلا بالاتحاد بالمسيح.

مثال توضيحي: الثلاجة وظيفتها الحفاظ على المأكولات (تم اختراعها لهذا الغرض)، فإذا وُضعت الثلاجة في مكان ليس به كهرباء ستستخدم أي استخدام آخر غير وظيفتها (دولاب مثلًا)، ولكن إذا تم توصيل الكهرباء للمكان ستستخدم الثلاجة استخدامها السليم أو الصحيح وهو حفظ المأكولات.

+       إذن أنا كإنسان وجودي الإنساني يتحقق باتحادي بالله فهو مصدر حياتي (الكهرباء)، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. إذا لم يوجد ربنا في حياتي سأصبح أي شيء غير الإنسان. لذلك نلاحظ أن من لم يعرف المسيح يسلك سلوك متوحش. أحيانًا أعمال يفعلها البشر، تتعفف الحيوانات وتترفع عن فعلها! فقد نجد أسد يحنو على معزه صغيرة ولا يأكلها! بينما قد نجد إنسان يقتل طفل أو امرأة أو رجل كبير السن (شيخ)! لأنه فقد إنسانيته نتيجة عدم تحقق الغرض من وجوده كإنسان. 

فإذا لم يتحقق الغرض الذي خُلقت من أجله أفقد وجودي، ونحن خُلقنا على صورة الله ومثاله فإذا فقدنا الاتصال بالله، نفقد معنى الوجود، لذلك أكرر أن الخلاص هو الاتحاد بالمسيح وليس فقط مجرد تصديق كلامه أو قصته أو محبة شخصه. وخادم الافتقاد يدعو الناس للوحدة بالمسيح.

+       بالطبع القداس هو القمة والهدف، ولكن توجد خدمات أخرى مساعدة، وأي خدمة تعملها للكنيسة لا تصب في القداس تكون قد تاهت!

+       "افتقدنا بخلاصك" هات الناس إلى الوحدة بالمسيح.

 

2- خادم الافتقاد لا بد أن يملأ الناس بالرجاء

+       الخادم الذي يفتقد لا بد أن يملأ الناس بالرجاء، حذار من أن تكون سبب في تعقيد أي إنسان، أو أن تضع له عراقيل، خاصة البعيدين، فهناك نفوس حساسة مرهفة ليس لها قوة احتمال.

+       إذا كان لدينا إنسان مريض وأحضرنا له الدكتور، وبمجرد أن نظر إليه الدكتور أبدى دهشته الشديدة وقال له: "إنت لسه عايش؟!". ما الذي سيحدث للمريض؟! قد يتوفى (هيموت).

+       أنت كطبيب روحاني، أعطي للناس أمل ورجاء، ولا تعطيهم الإحساس أنهم عملوا كوارث ستؤدي إلى جهنم. وعلينا أن نكون حريصين أن نفعل الصالح ونرضي الله ولا نخطئ إلى الله. ولكن لا بد أن نترفق بالآخرين في نفس الوقت.

مثال للترفق بالمخدومين: ترفق داود بأبشالوم ابنه رغم عداءه له!

+       هذا يذكرنا بداود عندما قال: " تَرَفَّقُوا لِي بِالْفَتَى أَبْشَالُومَ" (سفر صموئيل الثاني 18: 5)، بالرغم من أن أبشالوم كان يعادي داود الملك وأراد أن ينتزع منه المملكةّ! وعندما تعرض الملك داود للإهانة من شمعي ابن جيرا الذي أخذ يسبه ويرميه بالحجارة، وأراد أحد أتباع الملك داود قطع رأسه، نجد داود الملك يقول في تواضع: " دَعُوهُ يَسُبَّ لأَنَّ الرَّبَّ قَالَ لَهُ: سُبَّ دَاوُدَ. وَمَنْ يَقُولُ: لِمَاذَا تَفْعَلُ هكَذَا؟ " (سفر صموئيل الثاني 16: 10). وخرج أتباع داود لمحاربة أبشالوم وأتباعه لكي يُعيدوا المملكة لداود، فقال لهم داود الملك: "تَرَفَّقُوا لِي بِالْفَتَى أَبْشَالُومَ" (سفر صموئيل الثاني 18: 5). ما هذا القلب الجميل؟! قلب أب يُحب ابنه. وعندما جاءه خبر موت أبشالوم ورجوع المملكة كان حزينًا جدًا على أبشالوم ونعاه فيقول الكتاب: "فَانْزَعَجَ الْمَلِكُ وَصَعِدَ إِلَى عِلِّيَّةِ الْبَابِ وَكَانَ يَبْكِي وَيَقُولُ وَهُوَ يَتَمَشَّى: «يَا ابْنِي أَبْشَالُومُ، يَا ابْنِي، يَا ابْنِي أَبْشَالُومُ! يَا لَيْتَنِي مُتُّ عِوَضًا عَنْكَ! يَا أَبْشَالُومُ ابْنِي، يَا ابْنِي"(سفر صموئيل الثاني 18: 33). لدرجة أن جاءه رئيس الجيش يعاتبه قائلًا: هل كان سيرضيك أن نموت جميعًا ويظل أبشالوم حيًا؟!

فبالرغم من أخطاء أبشالوم، وأنه قام ضد أبيه لكن داود كان يُشفق عليه. فعلينا أن نُشفق على الناس ونعطيهم رجاء.

+       أحيانًا بعض الناس البعيدين والمحتاجين لمن يفتقدهم، يكونوا قد بعدوا بسبب انعدام الرجاء. فقد يحاول الإنسان مرة واثنين وعشرة أن يُصبح إنسانًا صالحًا، ولكنه يفشل لذلك يفضل البعد عن الكنيسة وعدم محاولة الرجوع مرة أخرى حتى لا يُعذب نفسه. فدور الخادم أن يُعيد إليه الأمل والرجاء وإقناعه بالخلاص.

+       القديسة بائيسة مثال للخاطئين الذين تابوا بإعطائهم الرجاء، فعندما جاءها القديس مار يوحنا القصير، سألته: "هل لي توبة؟" ففتح أمامها باب الرجاء وسألها أن تترك هذا الموضع (موضع الخطية) وتنطلق إلى البرية.

+       فالمخدومين يحتاجون جرعة من الثقة والأمل، ويجب أن تُقدم له رسالة مفادها: "أنا مش جاي افتقدك علشان أنا حلو وإنت وحش، بل لأن الكتاب المقدس قال: " عَزُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا بِهذَا الْكَلاَمِ" (رسالة تسالونيكي 4: 18)، فقد يأتي اليوم الذي تنعكس فيه الأوضاع فأكون أنا البعيد عن الله والكنيسة وتأتي أنت لتفتقدني، فكلنا نحتاج لمن يسندنا".

خلاصة ما سبق: واجب الخادم

1-      أن يأتي بالبعيدين للخلاص والاتحاد بالمسيح. "افتقدنا بخلاصك".

2-      أن يعطي البعيدين الرجاء ويشجع الناس "شَجِّعُوا صِغَارَ النُّفُوسِ. أَسْنِدُوا الضُّعَفَاءَ. تَأَنَّوْا عَلَى الْجَمِيعِ".

 

+       علينا أن نعرف القصص الجميلة الخاصة بالقديسين الذين كانت حياتهم الأولى رديئة، لكنهم خلصوا بالرجاء مثل: القديس موسى الأسود – القديس أوغسطينوس – المرأة الخاطئة – السامرية – مريم المصرية – القديسة بائيسة. هذه القصص تعطي رجاء لكل إنسان مهما كانت خطيئته. وإن تعتق الإنسان في الخطيئة والتجارب المحيطة به، فهناك أيضًا رجاء ويأتي وقت يفتقده فيه الرب ويرفع عنه. وكلما زادت فترة التعب كلما زاد المجد، فالله يعطي نعمة كبيرة جدًا.

+       الخدمة سبب الرجاء:

من ضمن الأشياء التي تعطي رجاء للإنسان وتربطه بالكنيسة هو إدخاله في الخدمة. بالطبع في البداية لا يُسند إليه دور قيادي أو به تلامس مع النفوس، ولكن هناك أنواع عديدة من الخدمات التي قد تعطيه أمل، وهذا الأمل يقوي عزيمته على أن يسير في طريق الله.

بينما الخادم قليل الخبرة الذي يُكثر من التوبيخ وتوجيه الكلام الصعب للمخدومين يجعل الخاطئ يفقد رجاءه وقد يأتي بنتيجة عكسية تمامًا.

خلاصة ما سبق:

1- افتقدنا بخلاصك: معناها آتي بالبعيدين للكنيسة لكي يتحدوا بالمسيح.

2-  وفي نفس الوقت أعطيه الأمل.

 

+       مثال: الفرق بين بطرس ويهوذا

بطرس كان لديه الأمل في أن السيد المسيح سيسامحه، بينما يهوذا فقد الأمل، أخطأ خطأ شديد جدًا وندم ندمًا شديدًا ولم يكون لديه الأمل في الغفران، ولم يستطع مواجهة السيد المسيح. فالفرق بين القديس والفاشل اليائس هو الرجاء.

+       ابعث هذا الرجاء وشجع الناس. هناك قول جميل هو: "ترفق بالقوارير"، لأن القوارير (قارورة المعمل) سهلة الكسر جدًا فلا يجب التعامل معها بعنف، فالنفوس البعيدة تُشبه القوارير، هشة، فعند معاملتها بعنف تتحطم، وعندما نترفق بها نحفظها إلى الحياة الأبدية.

+       لا تنسوا أن إلهنا الصالح قيل عنه: "قَصَبَةً مَرْضُوضَةً لاَ يَقْصِفُ، وَفَتِيلَةً مُدَخِّنَةً لاَ يُطْفِئُ، حَتَّى يُخْرِجَ الْحَقَّ إِلَى النُّصْرَةِ" (إنجيل متى 12: 20). أرجو أن نستوعب هذين الدرسين وهما: 1- افتقاد الناس والمجيء بهم للخلاص بالإتحاد بالمسيح. 2- إعطائهم الرجاء.

ولإلهنا المجد الدائم إلى الأبد آمين.