📖 فَأَجَابَ سِمْعَانُ وَقَالَ لَهُ:«يَا مُعَلِّمُ، قَدْ تَعِبْنَا اللَّيْلَ كُلَّهُ وَلَمْ نَأْخُذْ شَيْئًا. وَلكِنْ عَلَى كَلِمَتِكَ أُلْقِي الشَّبَكَةَ». [لو5:5].
🎄حملت إجابة سمعان نغمتين:
⭕ نغمة الخبرة البشريّة القديمة بما حملته من فشل ويأس .
⭕ ونغمة جديدة تفصلها عن السابقة كلمة "ولكن"، إذ يدخل من الخبرة البشريّة البحتة إلى خبرة الإيمان بكلمة الرب الفعَّالة .
🪴 لقد حسب الرسول بطرس أن ما يمارسه الإنسان من جهاد في الخدمة دون الإتكال على الله والتمسك بكلمته ومواعيده تعبًا خلال ظلمة الليل بلا ثمر، لكن على كلمة الرب يلقي الإنسان شباكه فيأتي بالثمر الوفير.
⭐ في هذا يقول القديس أمبروسيوس على لسان سمعان بطرس:
[أنا أيضًا يا رب أعلم تمامًا أن ظلام (الليل) يكتنفني عندما لا تكون أنت قائدي، فيحيط بي الظلام عندما ألقى بِبِذار الكلمة الباطلة (التي من عندي).]
⭐ ولاحظ القديس أغسطينوس :
[ أن السيِّد المسيح لم يقل للصيَّادين أن يلقوا شباكهم على الجانب الأيمن ليدخل فيها الصالحون وحدهم ولا الأيسر ليدخلها الأردياء إنما يلقونها في الأعماق لتحمل الاثنين معًا، فالدعوة موجهة للجميع أن يدخلوا شباك الكنيسة لعلهم يتمتَّعون بالحياة الإنجيليّة. كما لاحظ أن الصيَّادين لم يأتوا بالسمك إلى الشاطئ بل فرغوا الشباك في السفينتين، إذ أراد أن ينعم الكل بالحياة داخل الكنيسة لا خارجها.
🔥 يكمل القديس أمبروسيوس حديثه معلنًا أن جهاد سمعان بطرس طول الليل الذي بلا ثمر يمثِّل من يكرز ببلاغة بشريّة وفلسفات مجردة، لذا صارت الحاجة ملحة أن تكون الكرازة في النهار حيث يشرق المسيح شمس البرّ مقدَّمًا كلمته الفعّالة التي تملأ شباك الكنيسة بالسمك الحيّ، إذ يقول :
[لم يصطادوا شيِّئًا حتى الآن، لكن على كلمة الله نالوا سمكًا كثيرًا جدًا، ليس هو ثمرة البلاغة البشريّة بل من فعل بذار السماء.
لنترك إذن الإقناع البشري ولنتمسك بعمل الإيمان الذي به تؤمن الشعوب].
💠 يا رب .. إن ظلام الليل يكتنفنا عندما لا تكون أنت قائدنا .. تدخل سفينة حياتنا فتشرق علىينا شمس البر .. لنتمسك بعمل الإيمان.. فتمتلئ شباك الكنيسة بالسمك الحى " المؤمنين " 💠
🌹أحد مبارك ومقدس🌹

