تعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجوم
 

📖 "لأَنَّ مَنْ يَصْنَعُ مَشِيئَةَ اللهِ هُوَ أَخِي وَأُخْتِي وَأُمِّي" [مر 3: 35].

🎄حينما نطق الرب بهذه الكلمات، لم يكن يقلّل من قيمة الروابط الجسدية، بل كان يرفع الفكر الإنساني إلى مستوى أسمى: رابطة البنوّة الروحية، الشركة في مشيئة الله. لقد كشف أن القرابة الحقيقية ليست بالدم ولا بالجسد، بل بالطاعة والإيمان والعمل بمشيئة الآب.
🪴 المسيح يفتح أمامنا باب الانتماء إليه، فلا يعود القرب من شخصه مقصوراً على عائلته بحسب الجسد، بل يصير لكل واحدٍ منّا نصيب فيه إن سلك بحسب مشيئة الله. وكأن الرب يقول:
- إن كنتم تريدون أن تصيروا لي أخوة حقيقيين، فلتجعلوا إرادة أبي هي ناموس حياتكم.
🍀إن مشيئة الله ليست فكرة نظرية غامضة، بل هي دعوة ملموسة للحياة بالقداسة، كما قال الرسول: "هذِهِ هِيَ مَشِيئَةُ اللهِ: قَدَاسَتُكُمْ" (1تس 4: 3). ومتى عاش الإنسان في هذا الطريق، صار له نصيب ليس في أخوة المسيح فقط، بل وفى عظمة القرابة التي تسمو فوق الروابط الزمنية.

⭐يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: «انظروا كيف يرفع المسيح السامعين من الأمور الأرضية إلى السماوية، ومن العلاقات البشرية إلى الروحية. فهو يودّ أن يجعلنا لا عبيداً بل إخوة وأحبّاء».
⭐ أما القديس أغسطينوس فيقول:
«كما حملت العذراء المسيح في بطنها بالجسد، هكذا كل من يصنع مشيئة الله يحمله في قلبه بالإيمان والمحبة».
🌿 وهكذا نكتشف أن الطاعة لمشيئة الله تجعلنا شركاء في سرّ الحضور الإلهي، نصير إخوة له في النعمة، وأمّاً له بالإيمان العامل بالمحبّة.
🌴 فهل نكتفي بمجرد سماع كلماته، أم نترجمها في حياتنا طاعةً وخضوعاً؟ إنها دعوة لكي لا يكون المسيح بيننا ضيفاً عابراً، بل أن يكون لنا قرابة أبدية به، مبنيّة على طاعة المحبة، لا على قرابة الدم.

💠 أحبائى .. ليست القرابة الحقيقية بالدم ولا باللحم، بل بالطاعة لمشيئة الله. من يطيع الرب يحيا له، ومن يحيا له يصير له أخاً وأختاً وأمّاً. هنا تتحوّل حياتنا إلى علاقة حميمة مع المسيح، علاقة عائلة روحية لا يقدر الموت أن يفصلها، بل تصير عربوناً لشركة أبدية معه في ملكوته💠

🌹صباح الخير🌹

✍ صفحة مقالات أبونا بيشوي الأنبا بيشوي