خصـَــائصُ الحـُب
+ إن من يود أن يتكلم عن الحب التزم أن يتكلم عن الله ذاته فالمحبة المقدسة هي مشابهة الإنسان بالله على قدر ما يستطيع البشر
حبــّـنا للخروفُ الضـّال وغيرتنا نحو خلاصُ الكل
- محبة عذراء لخلاص شاب.
خبرنا التاريخ الكنسي عن فتاة محبة عفيفة هادئة في منزلها أحبها شاب فلم يكف عن التردد على منزلها فلما شعرت بذلك حزنت جدا على نفسه التي أسرها عدو الخير وفي احدي المرات إذ جاء كعادته فتحت له الباب وكان معها مخراز فقالت له ما الذي تهواه في؟ فأجابها عيناك فتنتاني فإذا أبصرتك التهب قلبي وللحال أعلنت محبتها له بأن ضربت بالمخراز في احدي عينيها وقعلتها وألقتها عليه بصرامة وأسرعت في اقتلاع الأخرى لو لم يسرع ويمسك بيديها هكذا كشف عن حبها لخلاص أخيها ولو أذي الأمر إلى إقلاع عينيها التين تعثراته وتسببان له فقدان الحياة الأبدية لقد شعر الشاب بمحبة هذه الفتاة لخلاصه فندم على ما فرط منه وللحال إلى البرية وترهب.
غيرتنا نحو خلاص كل نفس.
+ التقرب بنفس واحدة إلى الله بالتوبة أفضل عند الله من جميع القرابين إذ ليس في العالم عند الله أفضل من النفس الإنسانية لأن كل ما في العالم يزول إلا النفس المذكورة فإنها ما تزول.
حبــّـنا للخروفُ الضـّال
كيـَف أخـُـدم؟!
+ إن أردت أن تقلع القذى من عين أخيك لا تأخذ أله ضخمة مثل الكلام القاسي والحركات غير المهذبة التي تعرفها في العين أكثر مما قبل بل استعمل آلة الطب آلة لطيف وإصلاح عن محبة ونصح أخوي.
تداريب.
+ احذ أن تبكت إنسانا على خطية ارتكبها وقد اعترف لك بها ككاهن لأنه طالما اعترف بها وشعر بضعه يطلب من يعينه لا من يزيد أحماله بالتوبيخ والشعور بالذنب بل شجعه بتذ كيره بمحبة الله العظيمة التي تقبل كل ألخطاياه.
هذا بالنسبة المعترفين بخطاياهم أما الذين لا يشعرون بخطاياهم وبخاصة الذين لهم مظهر التدين فهؤلاء ينبغي للكاهن أن ينتهرهم في محبة ويدربهم على محاسبة أنفسهم.
+ استخدام التبكيت العام في الوعظ لشعب أما الأفراد فترفق بهم.
+ درب نفسك ألا تذكر لإنسان خطية ارتكبها في حقك أو ضد غيرك.
+ لتتألم عندما تشعر بضعفات الآخرين لأنه ضعف لك إذ كليكما عضوين في جسد واحد.
7- لا تزوري به.
الخطية مخجلة للغاية حتى بالنسبة لمرتكبيها لذلك عندما سقط آدم وحواء شعرا بالخجل من نفسيهما فالخاطئ لا يحتاج إلى من يزدري به إذ يخجل منه بل من يشجعه على التوبة فيسوع حبيب الخطاة احتضنهم رغم ازدراء المجتمع لهم فلم يستنكف من الدخول في بيت رئيس العشارين ولا منع الزانية من تقبيل قدميه ولا نازفة الدم (النجسة) من لمس ثيابه بل هو بنفسه مد يده ولمس الأبرص النجس(مر1)
+ اهتم بالساقط أكثر مما تهتم به في حال سلامته و أتضع أماه قليلا بمعرفة بعد إقراره إن كنت غنيا بهدوء النفس فلست محتاجاَ إلى الهدوء الجسماني وإن عدمت الأول فاهتم بالثاني.
حبــّـنا للخروفُ الضـّال
حـــَــول الخدمـَـــة
الحكمة في خدمة الخراف الضالة.
طالبنا يسوع رب المجد أن نكون حكماء كالحيات فلا تتحدث إلى إخوتنا بلا تمييز بل كل حسب مرضه وإحتياجه فيسوع تارة يقول أن حمله خفيف ونيره هين وأخري أن من يريد يتتلمذ له يحمل صليبه وينكر نفسه وأن الباب ضيق والطريق كرب فإن رأينا أخا ساقطا في اليأس وعدم الرجاء فلنحدثه عن محبة يسوع وحنانه على الخطاة على الخطاة و العشارين وضعف كل البشرية عن الوفاء عن خطاياهم وإن رأينا إنسانا مستهترا فلنحدثه عن الدينونة العتيدة وجبروت الله وهيبته فإن حدثنا الأول عن الدينونة الرهيبة وعدل الله ومحاسبتنا الدقيقة باستمرار لأنفسنا زاد يأسه وإن حدثنا الثاني عن محبة الله وعطفه دون الحديث عن الخطية كقائلة ليسوع وعن صورة محاسبة النفس فإنه سيزداد في الاستهتار.
+ إن الراعي ليس عليه أن يبين بدون أولئك الذين يأتون إليه بأن طريق السماء ضيق وصعب المسالك ولا أن يمثل لهم أن نير المسيح شهي وحمله خفيف بل عليه أن يتدرب بحكمة عظمي ويتصرف مع من يمتثلون بين يديه حسب ما تقتضي أحوالهم.
عليه أن يظهر عذوبة نير المسيح لأولئك الذين ثقل خطاياهم وكثرتها يجرانهم إلى الكآبة (اليأس) ويظهر وعورة طريق السماء لمن يستعزون بذواتهم (المستهترين)
+ رأيت اثنين يتخاصمان قدام حاكم حكيم فثار على المظلوم لمعرفته بصبره على الظلم لئلا بسبب العدل يزداد الشر لكنه أخذ كل واحد على إنفراد وعرفه الحق وعرف مريض النفس ما يلزمه.
علامات حـّبـنا للأقرباء
طول الأناة آو الترفقُ عدم الغضب
فلنربط الغضب كأنه ظالم ضار بسلاسل الوداعة ولنضربه بقسوة سياط التوبة ولنجره برباط المحبة المقدسة.
أضرار الغضـبُ
+ إنه اضرر عظيم أن نعكر عين أنفسنا بالغضب وإنه لأشد ضرراَ أن نظهر الغضب بالكلام ولكن لا شيء مباين للحياة النسكية التي هي عيشة ملائكية وإلهية بالتمام وغير جدير بها إلا الغضب الذي يحمل الرهبان على أن يتضاربوا.
- ينزع سلامنا وهدوءنا.
الإنسان الغضوب ينشغل بالانتقام فيفسد هيكل الله القدوس ويحرم الروح القدس الساكن فيه الذي يملأ قلبه سلاماَ وفرحاَ ونعيماَ من عمله فيه.
+ إن الروح القدس يسمي سلام الروح والغضب يدعي قلق النفس فلذا يجب أن فستنتج أن لا شيء يبعد عنا حضور(عمل) الروح إلا الغضب.
أسباب الغضــبُ
+ كما أن حمي الجسد أسبابها كثيرة كذلك حمي الروح أعني الغضب أسبابه مختلفة ولئلا نأخذ سببا واحداَ فلا نجد له حداَ واحداَ فإن سبيل المريض أن يذكر سبب مرضه لطبيب مجرب.
فقل لي أيها المسيء الذي لا يستحي أي الغضب من هو أبوك؟ وما أسم والدتك؟ ومن هم بنوك وبناتك؟ ومن هم أعداؤك؟
فقال إن أبي هو الكبرياء وأمهاتي كثيرة العظمة وحب الاقتناء والحنجرة وربما الزنا أما أولادي فهم الحقد و ألبغضه وتصديق كل ما يقال على العدو ولو كان باطلا وأعدائي هم التواضع والوداعة والصمت.
علاج الغضـبُ
+ الوداعة والتواضع هما الصخرة الموضوعة على شاطئ الغضب التي عليها تنكسر أمواج ذلك البحر الهائج وهي ثابتة كالطود لا تتحرك.
الوداعة مفتاح باب المعرفة لأن الله يعلم الودعاء طرقة.
في قلوب الودعاء يجلس الله ليحكم والنفس المنزعجة هي مجلس لإبليس وجنوده.
+ كما أن النور يبدد الظلام هكذا الغضب والحقد يختفيان من أنفسنا عندما يثير فيها الاتضاع عذوبة عرفه فأولئك الذين يهملون في استعمال الأدوية الضرورية (الاتضاع) لشفاء الغضب متعللين أنهم لا يبقون على الغضب طويلا ألا يفتكرون في قول أشعياء النبي إن وقت غضب المرء هو وقت هلاكه.
+ لا نعتبر أنفسنا صبورين فقط عندما نحتمل عن طيب نفس توبيخات رؤسائنا المؤدية إلى الاتضاع بل عندما نحتمل بطيب خاطر احتقار الغير لنا وازدراءهم بنا فاقبل من أخيك شرب هذه الكأس الدالة على الاتضاع كأنها ماء الحياة حينئذ تزهو الطهارة الكاملة في قلبك ولا ينطفئ النور الإلهي قط من نفسك.
+ ليس من يذم ذاته ويلومها هو المتضع لأنه من الذي لا يستطيع أن يحتمل نفسه؟! وإنما المتضع بالحقيقة هو ذلك الذي يحتمل تعبير ومذمة غيره ولا ينقص حبه له.
+ رأيت ثلاثة إخوة أهينوا أما الواحد فغطته العظمة فسكت والثاني فرح لربحه نفسه وحزن لخسارة شاتمه والثالث نظر في ضرر شاتمه بسببه فبكي كثيراَ ففعل الأول من الخوف والثاني من المحبة والثالث من كمال المحبة.
+ مثلما إذا صب الماء قليلا على لهيب النار ينطفئ هكذا دموع النوح الحقيقة (بسبب الشعور بالخطية) تطفئ حدة الغضب.
+ إن بدء الانتصار على الغضب هو أن تلجم اللسان بالصمت وقت اضطراب القلب وان نجاحه هو تسكين أفكارنا في تلك الاضطراب عينها التي يشع بها القلب وإن كان قليلا وأما كماله فهو هدوء النفس وقت التجربة التي يثيرها الشيطان كل ساعة مثل الرياح.
+ إذا كان تمام الوداعة هو أن نحافظ على سكون الضمير وحنو المحبة في حضرة من يضرنا ويعاملنا بالسوء فإن تمام الغضب أن تحتدم غيظا في الكلام والحركات عندما نكون وحدنا (أي في غيبة الخصم)
+ مائدة الحب تحل الحقد والهدية النقية تلين النفس.
+ إذا سمعت أن أخا لك شتمك وأهانك في غيبتك أو حضورك فاظهر له حبك؟
+ علامة زوال الحقد من قلبك ليس بأن تصلي فقط لأجل من أحزنك ولا بأن تفرحه بالهدايا ولا بأن تدعوه إلى مائدتك لكن بأن يبلغك أنه قد ناله أمر محزن فتحزن معه كما تحزن أو نالك؟
+ أولئك الذين يتظاهرون عن مكر أنهم يحتلمون بصبر إهانة ويحفظون ذكرها في صدرهم يخال إلى أنهم أتعس منم هؤلاء الذين يشتعلون غيظاَ.
الغضــُب المقدس
الغرائز عطية من الله صانع الخيرات وكل ما وهبنا هو جيد وحسن لكننا بشرنا حولنا ما هو صالح ليصير شريراَ فالغضب عطية عظيمة بدونها ما نقدر أن نحارب عدو الخير الشيطان ونحارب الخطية التي نرتكبها لكننا وجهنا هذه البذار الجميلة توجيها شريراَ فصرنا نغضب على إخوتنا لا على العدو.
وقد عرض القديس اغريغوريوس أسقف نيصص في شرحه لمثل صاحب الحقل الذي زرع حنطة وفي الليل جاء العدو وزرع حنطة وفي الليل جاء العدو وزرع زوانا فلما نميا معاَ طلب الحصادون أن ينزعوا الزوان فأمرها صاحب الحقل أن يتركاهما ينميان معاَ حتى وقت الحصاد لئلا إذا اقتلعوا الزوان انتزعوا الحنطة معها وقد شرح ذلك في ثوب رمزي فقال الحقل هو النفس التي كثيرا ما نطلب من الله أن ينزع منها المحبة والغضب بسبب استخدامنا لهما استخداما شريراَ فإن نزعت هذه فقدت النفس جمالها.
+ إن أردت أن تغضب وتحقد وتبغض فاغضب على جسدك واحقد على الشيطان وابغض الخطية.
عَــدم النميمـَـة
+ إني لما سمعت قوما يغتابون قريبهم فأردت أن أردهم عن غيهم قالوا لي أنهم كانوا يصنعون ذلك عن محبة قد حفظوها لمن يتكلمون عنه بكل مدح وثناء فأجبتهم إن كنتم تحلونه صلوا إلى الله حتى يخلصه من آثامه وزلاته ولا تحتقروه بكلامكم.
+ حذار أن يستولي عليك الحياء البشري من الذين يغتابون القريب بل قل لهم كفي. كفي يا إخوتي قدحاَ وطعنا بهذا الرجل كيف أقدر أن أحكم عليه أن الذي أسقط كل يوم في زلات أشنع وأفظع؟ وهكذا نضع مأثرين الأولي شفاءك الخاص والثانية برئ أخيك.