Home
 
القديسة مريم مثال العذارى

 ‏القديسة مريم مثال العذارى - للقديس أمبروسيوس
يا جميع العذارى أحببن الطهارة لكي تصرن بنات للقديسة مريم.لأن من قبلها وجدت النساء دالة أمام الرب.( لُبش آدام على ثيؤطوكية يوم الإثنين / لساني الضعيف)

لندع حياة مريم تصوِّر العذراوية لكم، فتوضع أمامنا كأيقونة، يتألق منها - كما في مرآة - جمال العفة وشكل الفضيلة. ومن هذا المصدر يمكن أن ترسموا نماذج للحياة تظهر تعاليم واضحة عن الفضيلة، وما يجب أن تصلحوه، وما يجب أن تهربوا منه، وما يجب أن تتمسكوا به.

أول شيء يشعل الرغبة في التعلم هو سمو وعظمة المُعلّم. فمن هو أسمى وأعظم من والدة الإله؟ ومن هو أكثر مجداً منها هي التي إختارها "المجد" ذاته؟إذ كانت عذراء لا في الجسد فقط بل الذهن أيضاً. كانت متواضعة القلب، رزينة في حديثها، حكيمة في فكرها، قليلة الكلام، مُجدّة في القراءة، غير واضعة رجاءها على "غير يقينية الغنى" (1 تي 6) بل على صلوات المساكين، منكبَّة على عملها، متواضعة في حديثها، متعودة على أن تلتمس حكم الله وحده على أفكارها لا إنسان، لا تؤذي أي إنسان، تتمنى الخير للجميع، تقف في حضور الشيوخ، لا تنظر بإزدراء نحو نظراءها، تهرب من الكبرياء، تتبع التعقل، وتحب الفضيلة.

متى ألمت والديها حتى ولو بنظرة واحدة؟ متى تخاصمت مع أقربائها؟ متى أحتقرت المتواضعين؟ متى سخرت من الضعفاء؟ ومتى تحاشت المحتاجين؟ وهي قد تعودت أن تذهب إلى تجماعات الناس التي تمتلئ بالرحمة ولا يهرب منها التواضع. لم يكن هناك شيء عابس في عينيها، وليس هناك أي وقاحة في كلماتها، ولا أي شيء غير لائق في سلوكها. لم تكن إيمائاتها جافة، ولا مشيتها متوانية، ولا صوتها فظاً، حتى أن مظهرها الخارجي كان صورة لنفسها الداخلية ودليلاً على إستقامتها.

حقاً البيت الحسن يجب أن يُعرَّف بدءً من عتبته، ويظهر من بداية دخوله أنه لا توجد ظلمة مختفية داخلة. هكذا أيضاً نفوسنا - الغير مُعاقة بواسطة أي قيود جسدية - يجب أن تضيء خارجياً مثل نور مصباح موضوع في الداخل.

مريم إنتبهت لكل أحد كما لو أن كثيرين كانوا ينصحونها، وتمّمت كل فضيلة كما لو كانت بالحري تُعلّم بدلاً من أن تتعلّم ... هكذا أخبرنا عنها الإنجيلي، وهكذا وجدها الملاك، وهكذا إختارها الروح القدس.

هكذا كانت مريم، مقدمة بحياتها فقط درساً للجميع ... إذا كان النموذج مبعث للسرور، لنستحسن العمل إذاً، بحيث أن كل من يشتاق الحصول على مكافأة مريم عليه أن يتشبه بمثالها.

Home